تعيش إسرائيل حالة تخبط واضحة على كافة الصعد والمستويات، صواريخ البرق التي أطلقت من قطاع غزة بفعل الظروف الجوية كشفت عن جزء منها.
مؤخرا وبدون سابق انذار، أعلن الإعلام الإسرائيلي أن صاروخين أُطلقا من قطاع غزة وسقطا في البحر قبالة ساحل “غوش دان”، وسط تل أبيب الكبرى، وقال المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي”: إنه تم تحديد عمليات الإطلاق ومصدرها قطاع غزة.
حدث غير عادي وفي ظروف بالغة الحساسية، ويحمل في طياته رسائل عابرة للحدود
وعلى الفور صرح مصدر في المقاومة الفلسطينية إن “الصواريخ انطلقت من غزة بسبب الظروف الجوية وليس في إطار محاولة إطلاق نار، سبب لا ينطلي على إسرائيل، وفهمه كل المتابعين للمشهد الفلسطيني
هذه الصواريخ، وضعت القيادة الإسرائيلية في مأزق ، خشية من رد قد يؤدي إلى إمكانية تصعيد لا تحمد عقباه ، خاصة أنه لم يمر وقت على معركة سيف القدس وتأثيرها المزلزل على إسرائيل، في حين سيكسر عدم الرد هيبة الاحتلال ويشكل له إحراجا كبيرا أمام مجتمعه وجنوده
على إثر ذلك، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي اجتماعا لتقييم الوضع بعد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على غوش دان، وقدمت له معلومات استخباراتية عن الحادثة واتخذ قرارا بشأن كيفية التعامل مع هذا الحادثة وطبيعة الرد، وعقب انتهاء الاجتماع الأمني، صرح الإعلام الإسرائيلي عبر قناة كان الرسمية أن جيش الاحتلال قرر مهاجمة أهداف في غزة ردا على إطلاق الصاروخين، موضحة أن القيادة العسكرية لم تحدد ما إذا سيكون الرد واسعا وشديدا ومكثفا، أم ردا عسكريا محدودا منضبطا لا يؤدي إلى تفجير مواجهة واسعة.
جاء الرد الإسرائيلي مخجلا، كل من تابعه علم بأنه جاء لرفع العتب، من خلال شن مقاتلات إسرائيلية عدة غارات على مواقع خالية تتبع للمقاومة في قطاع غزة
رد خجول بهذا القدر على حادثة وصفتها القيادة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي بأنها "خطيرة جدا"، يكشف حجم المأزق الذي تعيشه القيادة الإسرائيلية وحالة التخبط والخشية من غزة ومقاومتها الصاعدة، لا سيما أن هذه الحادثة تأتي بعد أشهر قليلة من معركة سيف القدس التي استمرت 11 يوما، لقنت فيها المقاومة الاحتلال خسائر وصفت بالكارثية، قبل تدخل الوسيط المصري والتوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفصائل وإسرائيل في مايو 2021
حادثة الصاروخين التي استطاع الاحتلال استيعابها برد خجول، تأتي بالتزامن مع صاعق جديد قد ينفجر في أي لحظة ، وهو التطور الخطير على صحة وحياة الأسير هشام أبو هواش"، والمضرب عن الطعام منذ أكثر من 138 يوم، والذي صفت حالته بالخطيرة جدا وفي أي لحظة قد يعلن نبأ استشهاده ،الأمر الذي اعتبرته القوى الوطنية والإسلامية عملية اغتيال مدبرة وسيتم التعامل معها وفقا لذلك ،مأزق جديد تقع فيه قادة الاحتلال ، قد يجبرها على التنازل وإطلاق صراحه قبل انفجار الصاعق الجديد وهروبا من تصعيد محتمل مع غزة في وقت تشهد فيه الضفة انتفاضة بدأت تتبلور ملامحها من خلال تصاعد المواجهات وأعمال المقاومة ، وثورة على السلطة وفسادها قد تحرق الأخضر واليابس.