تساءل نشطاء ورواد على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الجمعة، عن الأموال التي جمعتها السلطة لصالح بناء مستشفى خاص يعالج أمراض السرطان وزراعة النخاع، من أجل التخفيف عن المرضى وكذلك تخفيف نفقات التحويلات الطبية إلى "إسرائيل".
ووضع رئيس السلطة محمود عباس في شهر حزيران من العام 2016 حجر الأساس لمركز خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان في مدينة رام الله، معلنا بدء العمل لإنشاء أكبر صرح طبي في فلسطين، في مشروع هو الأول على نطاق المنطقة ومن المشاريع النادرة على مستوى العالم.
وعلى إثر هذه الأهداف، هبت العائلات الفلسطينية في مدن الضفة المحتلة للتبرع من أجل بناء مستشفى خالد الحسن للسرطان، في حين أقدمت وزارة المالية التابعة للسلطة على خصم مبلغ من رواتب موظفيها، وكانت نسبة الخصم من موظفي غزة لصالح بناء المستشفى أكبر من موظفي الضفة .
وجاءت المبالغ التي جمعت لغرض بناء المستشفى كالتالي: تبرعات بقيمة 12 مليون دولار أمريكي، و10 ملايين شيكل، ومليونا دولار من الصندوق الإسلامي للتنمية ومليون دولار من بنك فلسطين، إضافة إلى تبرعات موظفي الدوائر الحكومية بيوم عمل، بحسب ما أعلنت حملة التبرعات لإنشاء المستشفى التي أطلقها عباس ومجلس أمناء المركز عام 2016.
ووقّع المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" عقداً في شهر مارس 2017 مع إئتلاف دار العمران- جون كوبر- مركز الهندسة والتخطيط للمباشرة بأعمال التصميم بقيمة 2.47 مليون دولار، وتمت تغطية تكلفة العقد من منحة البنك الإسلامي للتنمية بقيمة 2 مليون دولار، وتم استكمالها من المبالغ التي تم التبرع بها لصالح الحملة الوطنية المذكورة.
وأصدر عباس بخصوصه مرسوم رقم (7) لسنة 2018م بشأن مؤسسة خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع، وقد حدد المرسوم مهمتها بإنشاء مستشفى قادرة على الاستمرار والتطور والنمو لعلاج أمراض السرطان والوقاية منها.
وعلى الرغم من الملايين التي دُفعت على خطوات أولية في بناء المستشفى، أصدر عباس في 30 يناير 2021 مرسوم رقم 2 لسنة 2021، ليلغي المرسوم السابق بشأن مؤسسة خالد الحسن لعالج أمراض السرطان وزراعة النخاع، ويلغي تخصص المؤسسة في إنشاء مستشفى قادر على الاستمرار والتطور والنمو لعلاج أمراض السرطان والوقاية منها.
وارتفعت نسبة الإصابة بمرض السرطان في الأراضي الفلسطينية، وزادت معاناة المرضى، في ظل تجاهل السلطة إصدار تحويلات لعلاج المرضى في "إسرائيل"، ما تسبب في وفاة عدد من المرضى وكان أخرهم الطفل سليم النواتي.
ما سبق يثير التساؤل في هذا الوقت حول مستشفى خالد الحسن للسرطان الذي وضع حجر الأساس له بحضور عباس في يناير 2016، أين وصل بناء المستشفى بعد 6 سنوات من وضع حجر الأساس؟ وخاصة بعد تصريحات عضو مجلس إدارة مستشفى خالد الحسن للسرطان منيب المصري الأخيرة التي قال فيها: "لا نعلم أين وصل مشروع المستشفى، وهذا السؤال يوجه للحكومة، وسألنا ولم يجبنا أحد".
عضو مجلس إدارة مستشفى خالد الحسن للسرطان منيب المصري لـ"شبكة قدس": لا نعلم أين وصل مشروع المستشفى، وهذا السؤال يوجه للحكومة، وسألنا ولم يجبنا أحد.#فلسطين #الجمعة pic.twitter.com/Mn64yueL68
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 14, 2022
الناشط الفلسطيني أبو العز ياسين، قال: "مركز خالد الحسن للسرطان في رام الله، قام عباس بوضع حجر الأساس له قبل ستة أعوام بالضبط أما اليوم فلا أخبار عنه".
وأضاف في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قيل إنه سيكون أكبر مستشفى حكومية لعلاج السرطان في الضفة وغزة ويوفر العلاج لآلاف المرضى ويوفر على السلطة الأموال الطائلة التي تصرف على التحويلات للخارج".
وتابع: "السلطة جمعت ملايين الدولارات تبرعات من الشعب الفلسطيني واقتطعت من رواتب الموظفين من أجل مشروع وهمي تبخر في الهواء".
كما قال: "على مقربة منه أقيم قصر محمود عباس من أموال الضرائب وفي النهاية لم يسكنه وما زال حتى الآن تسكنه الصراصير والعناكب، بينما يموت أبناء شعبنا لعدم توفر العلاج".
كما كتبت الإعلامية والصحفية ريم العمري، عن قضية مستشفى خالد الحسن للسرطان، "باختصار ثلاثة اسئلة برسم الاجابة: "تم وضع حجر الاساس للمستشفى في "٢٠١٦.
- أين وصل مشروع مستشفى خالد الحسن للسرطان؟
- أين ذهبت الأموال التي جُمعت من أجل المستشفى.؟ ١٠ مليون$
- أين ذهبت الأموال التي خُصمت من رواتب الموظفين من أجل المستشفى؟
وعلقت قائلة :"لو في مؤسسات تسائل ورأي عام صح كان ما بتركوا هيك موضوع".
في حين قال الناشط حمزة أحمد،: "كل التبرعات لمستشفى الحسن لعلاج السرطان راحت للمصمم ولدعاية يسلم أديهم تعبو كثير معنا الله يعطيهم العافيه".
أما الناشط الفلسطيني أحمد السراج، كتب قائلًا :"كانوا يضحكوا علينا بقصة انه اغلى حجارة في العالم الألماس والزمرد والياقوت والتنزانيت.. لحد ما اكتشفنا حجر الأساس اللي وضعه اب مازن لمستشفى خالد الحسن لعلاج السرطان في رام الله".
أما عبد الباسط طه، فكتب عن مستشفى خالد الحسن للسرطان :
كما وذكر الناشط ساري سعد بأن "الفساد أصبح نهج وليس ظاهرة".
"الفساد أصبح نهج وليس ظاهرة"
— Sary saad (@Sarysaad8) January 14, 2022
11 مليون دولار تبرعات لبناء مستشفى خالد الحسن، وين راحوا، لمين انصرفوا، وين اختفوا
مين المسؤول؟
فساد نخر كل مكونات السلطة برام الله
وين ديوان الرقابة، وهيئات المساءلة#وينو#مستشفى__خالد_الحسن_للسرطان
كما ونشرت الناشطة الفلسطينية جيهان عوض، فيديو قصير عن التبرعات لصالح مستشفى خالد الحسن للسرطان عام ٢٠١٦ في مدينة الخليل.
الخليل.. خلال عملية جمع التبرعات لصالح مستشفى خالد الحسن للسرطان عام ٢٠١٦.#وين_المستشفى pic.twitter.com/0qX8g8Zko6
— Jihan Awad جيهان عوض (@jihan_awad) January 14, 2022
حساب "مش هيك" وهو حساب فلسطيني سياسي ساخر، يعلق على الأحداث السياسية التي تجري في الساحة الفلسطينية، قائلًا
مسؤول بريطاني سأل محمد اشتية: كيف تتم السرقات عندكم؟
قلو اشتية : شايف مستشفى خالد الحسن للسرطان اللي هناك
قلو البريطاني : لا والله مني شايف اشي
قلو اشتية : عليك نور ، هاد لمينالو تبرعات ١٠ مليون دينار
مسؤول بريطاني سأل محمد اشتية: كيف تتم السرقات عندكم ؟
— مش هيك (@meshhek) January 14, 2022
قلو اشتية : شايف مستشفى خالد الحسن للسرطان اللي هناك
قلو البريطاني : لا والله مني شايف اشي
قلو اشتية : عليك نور ، هاد لمينالو تبرعات ١٠ مليون دينار#مش_هيك
كما تساءل خطيب فلسطيني في خطبة الجمعة اليوم أما المصلين، قائلًا " أين وصل مستشفى خالد الحسن للسرطان؟".
شاهد| خطيب جمعة: أين وصل مستشفى خالد الحسن للسرطان؟.#فلسطين #الجمعة pic.twitter.com/LwJEoPEPhu
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 14, 2022
وبعد أيام من تساؤلات النشطاء والفلسطينيين عن أموال المستشفى، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة رام الله، عن أن التبرعات المالية التي تم جمعها لإنشاء مركز خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع هي موجودة ومحفوظة في حساب بنكي خاص بمؤسسة خالد الحسن.
وأضافت الوزارة، في بيان لها مساء الجمعة،: "لقد تم عمل المخططات الهندسية للمشروع بسعة 250 سرير، وتكلفة تقديرية بقيمة 160 مليون دولار".
وزعمت أنه نتيجة لعدم توفر الأموال اللازمة لإنشاء المشروع فقد تم تجميده في الوقت الحالي، حيث تعمل الوزارة والحكومة على توفير الدعم المالي لإنشاء المركز وعلى مراحل لخدمة المرضى.
وتابعت، :"إن علاج مرضى السرطان هو على رأس أولوياتها ضمن خطتها لتوطين الخدمات الطبية في فلسطين".