أكد نواب ونشطاء دوليون أن (إسرائيل) هي المسؤولة بشكل مباشر عن معاناة سكان قطاع غزة، من خلال عرقلتها لدخول المواد والأدوات اللازمة للسكان، عدا عن هجومها المتكرر على البينة التحتية ونظام المياه والصرف الصحي والمصانع والخرسانات اللازمة لإعادة بناء المنازل التي تقصفها.
كما أكدوا خلال الملتقى الدولي الذي تنظمه مؤسسة "Days of Palestine"، ومؤسسة "We are not numbers"، ويضم حقوقيين وسياسيين أجانب بعنوان "حصار غزة جريمة مستمرة" أن الذي تنظمه مؤسسة "Days of Palestine"، ومؤسسة "We are not numbers"، ويضم حقوقيين وسياسيين أجانب في غزة.
***حصار غير قانوني
وخلال المؤتمر قال ريتشارد فولك، المفوض السابق للأمم المتحدة المعنى بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي يتحدى القانون الدولي بأساليب عدة، منها تنفيذ اغتيالات غير مشروعة، وبفشلها في حماية السكان المدنيين، علاوة على استخدامها القوة الحربية الجوية والبحرية والبرية ضد المستضعفين.
وأكد فولك أن السكان المدنيين في غزة كانوا وما زالوا ضحية لأشكال متنوعة من العقاب الجماعي، بدايـةً بالحصار الذي تتفاقم حدته بالهجمات العسكرية الغير القانونية والتي تنفذها (إسرائيل) على نطاق واسع كل بضعة سنين، موقعة عدد هائل من الضحايا المدنيين.
ووجهه المفوض السابق تحية لسكان القطاع الذين ثابروا وحافظوا على صناعة حياة ذات معنى لأنفسهم، وتمسكوا بحلمهم كجزء من مقاومتهم، مشيرا إلى أنهم مثال مهم جداً للناس الذين يعيشون ظروفاً تتطلب الاحتمال.
بدورها قالت النائبة في البرلمان الإيرلندي آنا كونتولا إن (إسرائيل) تواصل بناء جدارها حول قطاع غزة المحاصر بطريقة غير قانونية، حيث يقبع خلفه مليونا إنسان، يعيشون حياتهم كأسرى.
وأكدت أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يتناقض مع القانون الدولي ومبادئ عمل مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، وهو عقاب جماعي للمدنيين، موضحة أنه أدى إلى أزمة اجتماعية واقتصادية وإنسانية في غزة.
***عقاب جماعي
وفي ذات السياق شدد مديرة برنامج فلسطين في منظمة AFSC الأمريكية، جينيفر بينغ أنه منذ زيارته الأولى لغزة وهو يستمد الدافعية من شجاعة الأمهات، وابداع الأطفال والتزام المزارعين بإصلاح الأرض، وقوة المجتمع الفلسطيني في تحمل تحديات لا تُحتمل.
وأشار إلى سعيه لأن يدرك الامريكيون مسؤولياتهم تجاه التحرك من أجل تغيير سياسات الولايات المتحدة والتي تسبب استمرار الأذى لتجنبها محاسبة انتهاكات حقوق الانسان.
وبين بينغ أنهم وللمرة الأولى استطاعوا الوقوف في وجه صفقة مبيعات أسلحة (لإسرائيل) داخل الكونغرس، موضحا مئات من فئات المجتمع المدني تحشدت للوقوف ضد الصفقة.
فيما أكد دان كوفاليك، المحاضر والناشط الحقوقي الامريكي أن أكثر من 2 مليون شخص من سكان قطاع غزة يعانون من نقص حاد في المياه العذبة والأغذية والأدوية، كما أنهم يعانون من مشاكل في الصرف الصحي.
وحمل كوفاليك (إسرائيل) مسؤولية المعاناة في قطاع غزة لأنها تعرقل الحياة في غزة بمنعها دخول المعدات اللازمة والهجوم المتكرر على البينة التحتية الرئيسية ونظام المياه والصرف الصحي والمصانع والخرسانات اللازمة لإعادة بناء المنازل التي تقصفها من وقت لآخر.
وذكر أن الاحتلال يتعمد حرمان غزة من المعدات والضروريات ومستلزمات الحياة الأساسية مثل الماء والغذاء والأدوية اللازمة للمدنيين للبقاء على قيد الحياة، مشددا على أن تلك الانتهاكات ما جرائم حرب وفق اتفاقيات جينيف وغيرها من مواثيق القانون الدولي.
ودعا الناشط الأمريكي العالم للتدخل لوقف جرائم الاحتلال، منوها إلى أنه يتوجب على الأمم المتحدة أن تعمل على وقف حصار (إسرائيل) من خلال توجيه تهم لها لمحكمة الجنايات الدولية.
وبدورها ذكرت جولي بولمان، الصحفية الاستقصائية النيوزيلندية والناشطة السياسية والمجتمعية أن غزة تدخل العام السادس عشر للحصار الإسرائيلي، غير المبرر أخلاقيا أو قانونيا، ونتج عنه ما وصفته الأمم المتحدة بأنه تدمير لمنطقة قطاع غزة.
وأكدت أن حصار غزة يرقى ليكون جريمة حرب حسب القانون الدولي، حيث أن العقاب الجماعي الذي تفرضه (إسرائيل) على قطاع غزة محظور بشدة وفق المادة 33 من معاهدة جنيف.
وأكدت أن السلطات (الإسرائيلية) ملزمة وفق القانون الدولي أن تحترم حق الشعب الفلسطيني كشعب محتل دون أي تقيدات عشوائية أو شروط، وأن يضمنوا توفير الخدمات الأساسية للحياة مثل الصحة والكهرباء والماء والحاجات الأساسية الأخرى.
وقالت: "يجب زيادة الضغط على المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، للمطالبة بإعلان أن حصار غزة-بشكل لا لبس فيه- غير قانوني، وأن لدى مجلس الأمن القدرة على استخدام القوة العسكرية لإعادة إعمار غزة إذا لزم الأمر، وأن لديه القدرة على ضمان إيصال الإغاثة الإنسانية إلى غزة"