اعترافاً بفشله أمام قوة وصمود أهالي النقب، أعلن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت إقامة جدار حديدي انتقامي، رغم إدراكه عجزه عن فعل ذلك؛ لأن النقب تخضع للقانون المدني لا العسكري الذي يمكّنه من فعل أي شيء يريده.
قوة وعزيمة أهالي النقب في الدفاع عن أراضيهم ضد الاستيطان والتصدي لأي محاولة لتهجيرهم أفقدت بينيت صوابه في الفترة الأخيرة، فلجأ إلى سياسة الضغط وإطلاق تصريحات استفزازية لا قيمة لها.
وبرر بينيت توعده لأهالي النقب ببناء جدار حديدي، بعجزه عن حكم المواطنين العرب، لافتاً إلى أنه في العشرين عاماً الأخيرة فقدت (إسرائيل) النقب بقدر كبير، بسبب غباء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
كما يؤكد أن بناء الجدار سيحدث في حال عجزت حكومته عن بسط سيطرتها على السكان هناك، عادّاً وجودهم تهديداً حقيقياً (لإسرائيل).
وعدّ جاسر البرغوثي مسؤول العلاقات الوطنية في الضفة عبر تغريدات على تويتر نقلتها "الرسالة" بأن تهديدات بينيت لفلسطينيي النقب تأكيد جديد على عنصرية الاحتلال وإرهابه، وعلى حالة الوهن والعجز والحيرة التي يشعر بها في ظل فشل كل مشاريعه لنزع الهوية الفلسطينية عن النقب.
وذكر البرغوثي أن هذه السياسة الصهيونية في الداخل والضفة والقدس تمثل فرصة لتعزيز التكتل الوطني الفلسطيني في مشروع جامع يرفع لواء المقاومة بمختلف أشكالها ويجعله سبيلاً وحيداً لقهر محاولات الاحتلال المستمرة لانتزاع الوجود الفلسطيني.
وبحسب قوله، فإن العدو استشعر الخطر عقب توحد كل الساحات الفلسطينية في معركة سيف القدس، لذا يصعّد لحسم الصراع على الأرض ويسعى لخنق الوجود الفلسطيني المتجذر.
وفي السياق ذاته، وصف المختص في الشأن الاستيطاني سهيل خليلية أن تهديد بينيت بإقامة جدار حديدي في النقب بالفارغ، لأنه لا يقوى على إتمام هذا الأمر، لافتاً إلى أن ما يمكن فعله في الضفة المحتلة وما حول قطاع غزة لا يشبه ما يجري في النقب، وذلك وفق القوانين.
وأوضح خليلية "للرسالة" أن النقب يخضع للقانون المدني أي الإدارة المدنية بخلاف الضفة وما حول قطاع غزة حيث يخضعان للقانون العسكري الذي يسهل اتخاذ مثل هذه القرارات، لكن إجراءها في النقب يحتاج الكثير من الحواجز لوضعهم في معازل حديدية كما يتوعد بينيت.
وأكد على أن قرار بناء جدار حديدي في النقب لا يمكن لبينت اتخاذه كونه فوق طاقته أيضاً، لكنه يحاول استفزاز أهالي النقب ومحاربة نمط معيشتهم ومحاصرة تقاليدهم حيث الأماكن المفتوحة وحرية الحركة التي اعتادوها.
وذكر أن هناك شبه إجماع لدى أهالي النقب لرفض المخطط الإسرائيلي الذي يتوعد به رئيس الوزراء لعزلهم، مبينا أن السكان سيلجئون إلى القانون المدني الذي يبيح لهم الاحتجاج لمنع تنفيذ أي مخطط من هذا القبيل.
وتجدر الإشارة إلى أن تهديد بنيت جاء على خلفية ادعائه بوجود بدو في النقب يعيشون في أراضيهم بوضع غير قانوني، وجاءت الفكرة لتجميعهم وتركيزهم في عدة بلدات معترف بها".
ويشار إلى أن مصطلح "الجدار الحديدي" وضعه زعيم التيار التنقيحي في الحركة الصهيونية، زئيف جابوتينسكي، ويعني استهداف "العدو العربي" ومواصلة هذا الاستهداف حتى بعد استسلامه.