أكدت وزارة البناء والإسكان (الإسرائيلية) أن الحكومة -وفق صحيفة هآرتس- وافقت على تنفيذ خطط لبناء ٥٢٥٠ وحدة استيطانية جديدة تشمل مباني من ٥ إلى ١٢ طابقاً، بالقرب من حديقة الحيوانات في القدس.
ويشمل المشروع أيضاً حوالي 300 غرفة فندقية ومساحة تجارية، وبناء عليه سيصادر الاحتلال ٨٤٠ دونمًا.
ووافقت اللجنة المالية لبلدية الاحتلال في القدس، خلال اجتماعها يوم الثلاثاء الماضي، على ميزانية قدرها 800 ألف شيكل؛ لإعداد خطة بديلة للبناء بين الولجة وحديقة الحيوانات جنوب القدس المحتلة وحتى أراضي قرية صطاف.
وعن تفاصيل المشروع، تحدث الخبير في قضايا الاستيطان والأراضي الدكتور خليل التفكجي، أن الخطة ليست جديدة، وقد ناقشها الكنيست أكثر من مرة، مشيراً إلى أن المشروع يبدأ من أعلى جبال الولجة وأسفل الحاجز العسكري في سفوح جبال بيت جالا – جنوب القدس مع خط سكة الحديد إلى حدود قرية عين كارم في أقصى الغرب.
وأوضح أن الخطة عبارة عن قوس استيطاني يهدف إلى تشكيل جدار من الكتل الاستيطانية والمباني الضخمة والأبراج الاستيطانية، بواقع 20 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس.
وأشار التفكجي الى أن الخطة وُضعت في ١٥ آب ٢٠١٨، لكنها تعطلت بعد مطالبات بوقف المشاريع الاستيطانية من سلطة البيئة (الإسرائيلية) لأنها تؤثر على الطبيعة، ثم أعيد الحديث عن المشروع ورصدت ميزانيته.
وبين التفكجي أن الحركة المناهضة لذلك ترى بوجوب الإبقاء على الأراضي في القدس الغربية مناطق خضراء، وإن يتم البناء في الجزء المنهوب من أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ولفت إلى أن المنطقة غنية بينابيعها الطبيعية ومناظرها الخلابة التي ظلت مهجورة وهي تحمل آثار بعض القرى التي هُجّر أهلها إثر احتلالها.
وعن المشروع ذاته، يقول الباحث صلاح الخواجا، المختص بقضايا الاستيطان، إن هذا التجمع الأمني الاستيطاني على ما يسمى "المنطقة الحرام" أو "التلة الفرنسية"، يهدف أيضاً لتوسعة الجامعة العبرية، وستكون المساكن الفندقية سكناً لطلاب الجامعة، مبيناً أن السيطرة عليها ستُفقد بيت حنينا التواصل مع الأقصى.
ويلفت الخواجا إلى أن هذا التجمع الاستيطاني سيشكل فاصلاً جديداً بين سلوان والطور والعيساوية ليتحول سكان الأحياء المقدسية إلى أقليات عبر تفكيك نسيجها الوطني والاجتماعي للتحكم في حركة مدينة القدس والمسجد الأقصى لمحاصرة المقدسيين ومنع أي تحرك شعبي.
راسم عبيدات الكاتب المقدسي المختص بقضايا الاستيطان، يؤكد بدوره أن المنطقة تقع أعلى قمة جبل المكبر وعلى أعلى تلة هناك: "تلة الترمس".
وبين أنها تسمى الحرام لأنها فاصلة بين أراضي 67 وأراضي 48 إذ استولى الاحتلال على هذه التلة ويريد الآن تحقيق ما يحلم به منذ احتلال القدس، بأن يكون المكانُ المنطقةَ الأمنيةَ لدولة الاحتلال فيجمع هناك كل القوى الأمنية.
وقرب هذا المشروع يوجد بالأساس معسكر أمني (إسرائيلي) كان ملكا للجنود الأردنيين في معركة 67 وسيبدأ الاحتلال بتوسيعه لدواعٍ استيطانية أيضاً.
أهداف الاحتلال عديدة من ذلك الغزو الاستيطاني في القدس أهمها الأمن، لذلك ربما شهدت القدس خلال العام الماضي ومع دخول هذا العام أكبر وأسرع هجمة استيطانية.
وأشار عبيدات إلى أن الخطة تهدف إلى بناء ٢٠ ألف وحدة استيطانية جديدة، لكن التنفيذ اليوم يتعلق بالجزء الجنوبي الغربي، وبتكلفة تصل إلى ٢،٨ مليار شيكل في البنية التحتية والأماكن العامة والمباني العامة في الأحياء القديمة والجديدة في القدس.
ومن المقرر أن تنظم المنظمات البيئية والزراعية الداعية للحفاظ على الغابة مظاهرة احتجاجية رفضاً لاقتلاع هذا الكم الهائل والكبير من الأشجار وذلك في 8 شباط الجاري.