قائمة الموقع

الأسير الشوملي.. جدران الزنزانة حرمته العناق الأخير لوالده

2022-02-05T16:16:00+02:00
الأسير الشوملي
غزة – مها شهوان

لاتزال رائحة الأب يوسف عالقة في ملابس ابنه الأسير عهد الشوملي -22 عاما- بعد عناق قطعه الاحتلال ليجر عهد إلى طريق الاعتقال.

تلك الملابس كانت ملاذا للأسير يحتضنها كلما اشتاق لوالده حتى يتمكن من رؤيته مجدداً، لكن الموت كان أسرع، فخطف والده المناضل دون عناق جديد أو حتى نظرة وداع.

حضن الوداع الأخير كان أكتوبر الماضي ليلة اعتقال عهد، من بيته في بلدة بيت ساحور شرقي مدينة بيت لحم، وقتها لم يتمالك والده نفسه فأجهش بالبكاء وراح يطالب المؤسسات الحقوقية لمساعدته لتحديد مكان اعتقال ابنه، فهو يدرك معنى السجن جيداً كونه اعتُقل لأربع سنوات ونصف وسار أولاده على الدرب ذاته.

داخل المعتقل، لم يكن وقع الخبر هيناً على الشاب عهد، فهو في حالة صدمة يحاول إنكار الخبر لكن الواقع أشد ألماً، فلا يتخيل كيف سيخرج من سجنه دون أن يلقاه بكرسيه المتحرك أمام باب البيت لاستقباله، وكيف سيتواصل مع عائلته لتهنئتهم في المناسبات دون أن يكون السلام الأول على الأب.

اليوم يقرأ عهد السلام على والده برفقة زملائه الأسرى يدعو له بالرحمة كثيراً، ويستذكر مواقفه مع والده الذي علمه الوطنية وحب الأرض.

لم يكن عهد الوحيد الذي فقد والده بالأسر، فالعشرات من الأسرى تلقوا خبر وفاة آبائهم داخل المعتقل، لذا يتقنون جيداً أشكال المواساة والدعم لبعضهم في الحزن كما يتشاركون الفرح وقت المناسبات السعيدة.

توفي المناضل "يوسف" في ساعات الليل، لكن لم يهدأ عهد طيلة ليلته وكان يشعر بأن شيئاً ما حدث لوالده، حتى تمكن من التواصل معهم وسرعان ما علم بالخبر.

يقول شقيقه حسين إن والده مريض لكن توفي بسبب مضاعفات فايروس كورونا، مشيراً إلى أنه خرج قبل وفاة والده بثلاثة أيام من المعتقل فتمكن من رؤيته.

ويحكي "للرسالة" أن شقيقه الأسير عهد كان قريباً جداً من والده فهو آخر العنقود، وكان منصتاً جيداً لحكاياته عن المقاومة ومراوغة العدو كونه مقاتلاً قديماً، مبيناً أن والده علمه وأشقاءه أسمى معاني الوطنية وعدم الخوف من المحتل.

ويذكر حسين أنه وأشقاءه حاولوا يوم وفاة والده التواصل مع أحد الأسرى لتبليغ شقيقه، لكنهم فوجئوا بـأنه كان يعلم بما حدث، وما هون عليه حزنه هو إقامة الأسرى عزاء لوالده شارك فيه جميع الأقسام ومن مختلف التنظيمات السياسية وعلى مستوى القيادات.

يقول حسين: صحة والدي تراجعت كثيراً رغم مرضه بسبب اعتقال صغيره (عهد) فهو الأقرب لقلبه وطيلة الوقت كان يوصينا عليه، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن سيرة والدهم الوطنية والأخلاقية هي سندهم وتدفعهم للمضي قدما بعد وفاته.

 ونعى المئات من المواطنين والنشطاء في بيت ساحور وبيت لحم وفاة المناضل الشوملي الذي وصفته الملصقات جميعها بالمناضل الشجاع، فكتب أحدهم وهو محمود قبعة "حزينة أرض بيت ساحور على فراقك يا أبا السباع رحمك الله كنت رجلا مجاهدا مطاردا أسيراً مقاتلا باحثاً عن حرية شعبك ووطنك عشت مناضلاً مجاهداً، ومت شريفاً عظيماً."

 

 

 

 

اخبار ذات صلة