قائد الطوفان قائد الطوفان

القيادة التي يريدها الفلسطيني ومسؤولياتها

صورة للكاتب أحمد النجار
صورة للكاتب أحمد النجار

بقلم: أحمد النجار

لقد عانى الفلسطيني الويلات وارتكبت بحقه جرائم حرب تقشعر لها الأبدان، وعاصر مراحل فاصلة في تاريخ الصراع مع الاحتلال وكان شاهدًا على جرم الانتداب البريطاني ووعد بلفور، وعايش النكبة والنكسة، شاهد الفلسطيني الفدائيين الأبطال ومقاومتهم   للاحتلال،  بما يمتلكون من أدوات قتالية بدائية، إلى حين توقيع اتفاقية أوسلو 1993 المدمِّرة، وتنصيب سلطة الحكم الذاتي (السلطة الفلسطينية) على أجزاء من الضفة وقطاع غزة، كما رأى الفلسطيني ما فعلت تلك السلطة لإجهاض وثني المقاومين عن طريقهم، حتى وصل الأمر بهم إلى اعتقالهم وتصفيتهم في بعض الحالات،   تحت ما يسمى بين قوسين التنسيق الأمني.

كما شاهد الفلسطيني بعينة كيف لقيادات تدعي أنها تمثل الفلسطينيين أن تذهب وتلتقي بقيادة إسرائيل على طاولة واحدة وتأكل وتشرب من نفس الوعاء.

كما رأى الفلسطيني الصورة الأخرى المشرقة والمغايرة لتلك المذلة، كيف يتخذ  قرار ضرب تل أبيب بمئات الصواريخ بشربة ماء، رأى الفلسطيني أيضا معركة سيف القدس 2021 وكيف خاضتها المقاومة نصرة للقدس والشيخ جراح، وحجم الإنجازات الذي حققتها وكيف ألقت بظلالها على الضفة وفجرت مقاومة شاملة، في بيتا وجبل صبيح وبرقين وبلعين وبرقة والنقب، إضافة إلى المئات من أعمال المقاومة المسلحة، رغم قبضة الاحتلال وأجهزة السلطة الأمنية

وسط هذا الواقع نحتاج الإجابة على تساؤل "ما القيادة التي يريدها الفلسطيني؟ وما مسؤولياتها؟"، القيادة التي يريدها الفلسطيني هي من تحمل هم الوطن والمواطن وتمثل الكل الفلسطيني وتتمتع بشرعية حقيقية غير زائفة ولا تأخذ بسياسة التفرد عنوانا وبالهيمنة قرارا، قيادة تحافظ على الثوابت وتؤمن بها وتعلم علم اليقين أن التنازل عن شبر من أرض فلسطين جريمة وخيانة، قيادة تؤمن بحق العودة-عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم وبيوتهم وأراضيهم التي  هجروا منها قصراً-، قيادة لا تتنازل عن صفد، بل قيادة تسخر كل إمكانياتها وطاقاتها من أجل تحرير كامل تراب فلسطين وعودة اللاجئين، قيادة تشعر بحجم المخاطر التي تهدد القدس، كما تشعر بالاستيطان الذي ابتلع الضفة، إضافة إلى شعورها بالمواطن وهمه وبعائلة الشهيد والأسير والجريح والجائع والمحتاج، والخريج والعاطل، ذلك لا يكون  أبدا بمحاربة المواطن والتنصل من حقوقه  وقطع رواتب عوائل الأسرى والجرحى والشهداء، ولا يكون أبدا بسياسة تجفيف منابع المال القادم إلى غزة، كما فعلت سلطة عباس، بل يكون بوضع استراتيجية شاملة عنوانها الأساسي فلسطين والمواطن.

مطلوب قيادة موحدة تمثل الضفة وغزة والشتات وتعمل من أجل الوطن وفلسطين، لا تعزز الانقسام وترفض المصالحة وتجديد الشرعيات وتحسم مصيرها بالاحتلال ودورها وظيفي عنده، بل نحتاج قيادة يكون مهامها  دعم المقاومة وتوفير كل سبل الدعم والمساندة والاحتضان .

ذلك يمكن أن يتحقق  عبر انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، فهي البوابة الوحيدة التي يمكنها فرز قيادة  منتخبة تمثل الفلسطينيين  وتعبر عن تطلعاتهم وتحمل همومهم وتحرر وطنهم المسلوب وتعيد المجد لفلسطين والقضية وتحرر المؤسسات التي يختطفها عباس وفريقه.

البث المباشر