قائمة الموقع

مقال: قلق لدى الاحتلال بعد عملية الاغتيال في نابلس

2022-02-09T10:22:00+02:00
محمد المقادمة
محمد المقادمة

لا يمكن اعتبار ما حدث في نابلس من اغتيال لثلاثة مقاومين حدثاً عابراً، فقد جاء في وقت  تعاني فيه السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية من تدهور غير مسبوق في سيطرتها وقدرتها على العمل، وفي ظل زيادة أعداد المقاومين في الضفة الغربية، وارتفاع عمليات إطلاق النار على المواقع الصهيونية.
أكثر ما يلفت الانتباه في عملية الاغتيال، التوقيت الذي نفذ فيه جيش الاحتلال العملية في منتصف مدينة نابلس وفي وضح النهار، فغالباً ما ينفذ عملياته في ظلمة الليل، فهو  يدلل على مدى قوة التنسيق الأمني بين الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.
عمليات إطلاق النار المتصاعدة في الآونة الأخيرة  بالضفة الغربية، ومشاهد ظهور المقاومين خاصة شمال الضفة الغربية، أثارت القلق لدى الاحتلال والسلطة الفلسطينية،  وتحدث قادة جيش الاحتلال عدة مرات عن خطط للقضاء على المقاومة في شمال الضفة خاصة مع توسع دائرة المقاومة في جنين إلى نابلس، والتي تقوم بعمليات إطلاق النار على حواجز ومواقع الاحتلال.
تنفيذ الاحتلال لهذه العملية في هذا الوقت، سيزيد من حدة التوتر في الضفة الغربية، كما سيسرع في تآكل مكانة السلطة الفلسطينية، التي ما زالت مستمرة في نهجها العبثي، وأظهرت جلياً عدم قدرتها على حماية أبناء الشعب الفلسطيني من جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه، حيث أن غالبية الجمهور تتعامل مع السلطة وخاصة قادتها بازدراء وانعدام ثقة مطلقين، بينما تتجه أنظار الجمهور الفلسطيني لنموذج حماس.
الجمهور الفلسطيني يرى في غزة وحماس المكان الذي "يأتي منه الخلاص" خاصة في أعقاب معركة سيف القدس، فيما تواصل السلطة ولا سيما رئيسها محمود عباس، ارتكاب كل خطأ يزيد من إضعاف مكانتها وثقة الجمهور بها، كما جاءت عملية الاغتيال في الوقت الذي جرى فيه ترقية حسين الشيخ ليحل مكان صائب عريقات في دائرة المفاوضات مع الاحتلال، وهو إحدى الشخصيات التي تلاحقها شبهات الفساد.
عمدت السلطة الفلسطينية منذ سنوات على اعتقال نشطاء حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك كتائب الأقصى، ولكن الأخيرة اختفت في السنوات الأخيرة، لأن أجهزة السلطة عملت  كل جهدها لإنهاء وتصفية وجودها في العقد الأخير، وجاءت عملية اليوم لتعيدها للواجهة من جديد، حيث ينتمي الشهداء الثلاثة لكتائب شهداء الأقصى.
الشارع الفلسطيني في الضفة يعيش حالة الإحباط، بسبب غياب الإصلاح داخل الأجهزة الأمنية ومنظمة التحرير، والذي توج مؤخراً باجتماع المجلس المركزي الهزيل.
انعدام الثقة  بالسلطة، وكما هو الحال دائمًا في السياسة الفلسطينية، قد يتحول إلى عمليات إطلاق نار على أهداف صهيونية وتصعيد للمواجهة، وقد أثبتت التجربة أن الشعب الفلسطيني لا يمكن ردعه من خلال الاغتيالات، كما أن دماء الشهداء تزيد من الغضب الفلسطيني وهذا الغضب سيتحول لفعل شعبي وجماهيري وعسكري ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين وكل من يقف مع الاحتلال.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00