قبل ستة أشهر، أرسلت بلدية الاحتلال إخطاراً يفيد بأن أمام المحلات التجارية في وادي الجوز ستة أشهر فقط لإخلاء المحال دون أي تفاصيل عن الأسباب.
القرار أثار غضب الأهالي العاملين في محالهم منذ سنوات طويلة، التي تمتد على طول شارع المنطقة الصناعية في الوادي، ويمتلكونها ما قبل احتلال القدس ومعظمها متخصصة ببيع قطع غيار السيارات ومواد البناء.
وبالأمس، تفاجأ العشرات من أصحاب المحال التجارية عند توجههم إلى أعمالهم بتعليق أوامر الهدم، لأن البلدية ستبدأ بهدم المنشآت التجارية في الحي الواقع شرق المدينة المقدسة.
الستيني مصطفى بدرية صاحب أحد المحال التجارية قال مستنكراً وهو لا يعرف تفاصيل وافية عن الموضوع: "بدهم يقطعوا رزقنا يعني بدهم يقطعوا رقابنا، أنا عايش هون من 63 وفوجئت بورقة إخطار معلقة على باب المحل، المقام قبل 67".
فيما يضيف يونس دويك مالك محل آخر في المنطقة: البلدية منذ عام وأكثر وزعت أوراقاً على العالمين في وادي الجوز لإقامة مشروع "الايتكس سيلكون"، وقد قدمنا طلباً لفهم حقيقة الأمر، خاصة أن هذا الاخطار سيغلق 200 محل، وكل محل لديه عمال، ما يعني إيقاف أرزاق عائلات كثيرة.
وتابع: "نملك الأوراق والتراخيص الرسمية كافة التي تؤكد ملكيتنا للمحال، ودفعنا ضرائب الأرنونا، لكن الاحتلال يخطط لنقلنا إلى "عطروت أو ميشور أدوميم"، مؤكدا أنهم سيرفضون المخطط جملةً وتفصيلاً، وسيصمدون مهما كلف الأمر.
ويعد وادي السيليكون مشروعاً يخطط الاحتلال لإقامته على أنقاض هذه المحلات القائمة منذ عشرات السنين، وطرحت بلدية الاحتلال المشروع منتصف عام 2020، كجزء من مبادرة حكومية مدتها 5 سنوات بقيمة 2.1 مليار شيقل، وعلى مساحة 200 ألف متر مربع.
ويؤكد جمال جمعة، منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أن المحال المستهدفة تعد المنطقة الصناعية الوحيدة لسكان شرقي القدس التي سيقام على أنقاضها مئات المحلات والمشاريع التجارية والتي يدعي الاحتلال أنه لفائدة تشغيل المقدسيين العرب.
ولكن المقدسيين الذين يعرفون الاحتلال جيداً يرون في المشروع أكبر محاولة لتغيير ديمغرافية المدينة، لأن وادي الجوز يشكل المدخل الرئيسي للبلدة القديمة ويحده من الغرب الشيخ جراح وباب الساهرة ومن الشرق منطقة الطور ما يجعله مركزاً ومدخلاً مهماً وجب على الاحتلال السيطرة عليه لإكمال خطة استيطان المدينة.
ويلفت جمعة إلى أن المشروع إذا تم فسيربط وادي الجوز بالشيخ جراح الذي يجري تهويده ومن ثم سيربط المنطقة بمشاريع استيطانية على سطر واحد، وفي النهاية ستحاصر البلدة القديمة بالاستيطان.
وقد كانت نائبة رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، فلور حسن ناحوم، قد صرّحت في وقت سابق، بتعاون واستثمار إماراتي- إسرائيلي مشتركين في هذه المنطقة، بعد أن التقت في الإمارات بمستثمرين ورجال أعمال هناك، رحّبوا بالمشروع وأبدوا استعدادًا للمشاركة فيه".
وبالعودة إلى جمال جمعة، فإنه يوضح أن طول المشروع سيأكل من 500 إلى 1000 كيلو متر وبميزانية ضخمة، مؤكداً أن المشروع مرتبط بنجاح التهويد في الشيخ جراح وشارع صلاح الدين وهذا يحوّل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية.
ويستهدف المشروع وادي الجوز بما فيها من مبانٍ ومحال قديمة، ويهدف لمصادرة بعض الأراضي وبناء فندق على أنقاض الأملاك الفلسطينية القديمة، ما يعني محو أي معالم تدل على عروبة المكان.