أعلنت بلدية القدس قبل عامين عن مخطط استيطاني ضخم وصف بأنه استثمار غير مسبوق في الأحياء الفلسطينية التي تقول بأنها مهملة في المدينة، بالإضافة إلى إنشاء مركز تكنولوجي يوفر 10,000 وظيفة.
وسيقام المشروع بحسب المخطط (الإسرائيلي) فوق أراض خاصة فلسطينية في حي وادي الجوز، بتكلفة تصل إلى حوالي 600 مليون دولار، بعد إخلاء عدد من المحال التجارية المملوكة هناك، وعشرات من الورش الصناعية المملوكة للمقدسيين دون Yبداء الأسباب أو توضيح لطبيعة التعويضات.
وبالأمس بدأ فعليا الاحتلال في تنفيذ مشروعه المسمى "وادي السيليكون" الاستيطاني في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة، الذي سيُقام في منطقة تقع وسط مدينة القدس ذات الكثافة السكانية الفلسطينية العالية، ويعدّ أسرع عملية تهويد للقدس.
فعليا وحسب صلاح الخواجا، مساعد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن هذه المرحلة المعلن عنها الآن هي المرحلة الثالثة من العمل في المشروع، موضحا أن المشروع سيقضي على 200 محل تجاري أغلبها ورش لتصليح السيارات.
وبين في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الهدف من المشروع هو تحويل القدس إلى مدينة سياحية وجامعية تعتمد على تكنولوجيا "الهاي تيك"، منوها إلى أن العمل في المشروع سينتهي في عام 2050م.
ووفق الخواجا، فإن المشروع هو جزء من مشاريع استيطانية بتكلفة 600 مليون دولار في شرقي القدس وهذا الاستيطان سيهدم الكثير من المصالح التجارية وممتلكات أهالي القدس. وفي كل مرة ينذر أصحاب المحلات بالإخلاء وإغلاق المحلات التجارية دون توضيح الأسباب.
وأوضح أن هذه المنطقة الصناعية هي المنطقة الوحيدة في الحواري العربية شرق القدس، وهي أماكن تاريخية ورثها أصحابها جيلا بعد جيل، هذا غير الضرائب التي أنهكت المقدسيين وهي محاولة ضغط أخرى، على حد قول الخواجا.
ووعد الاحتلال أصحاب الورش بنقلها إلى مناطق خارج القدس ولكن ذلك لم يكن موثقا، بل هو عملية دمج بين العرب و"الإسرائيليين" في مناطق صناعية على أطراف القدس في مقابل مصادرة محالهم وبيوتهم التاريخية في أشهر أحياء القدس.
ويقول المختص في قضايا الاستيطان بالقدس فخري أبو دياب في مكالمة مع "الرسالة" إن الاحتلال يريد من خلال المشاريع الاستيطانية في القدس القديمة أن يغير معالمها التاريخية ويعطيها هوية غير عربية وقد تحتوي هذه الأماكن عقارات تابعة للأوقاف لا يجوز هدمها ولا المتاجرة بها.
ويعتبر أبو دياب أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال مخططاتها إلى تدمير المراكز العربية الثقافية والحضارية والتجارية في المدينة، التي تشكل الامتداد الطبيعي للتواجد العربي الإسلامي في القدس.
ويجدر الإشارة إلى أن حي وادي الجوز يقع إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة لمدينة القدس على مقربة من جبل الزيتون ووادي قدرون، ويقع تحت نفوذ بلدية الاحتلال في القدس بعد احتلال وضم الجزء الشرقي من المدينة عام 1967.
ويعاني حي وادي الجوز -كسائر الأحياء الفلسطينية المجاورة للبلدة القديمة- من عدة صعوبات خاصة بعد إقرار الخطّة الهيكلية للقدس عام 2009 وفي ظلّ التوسع الاستيطاني الواضح في المنطقة.
وادي السيلكون يبتلع تاريخ وادي الجوز المقدسي
الرسالة نت-رشا فرحات