قائمة الموقع

من ملفات القضاء.. سب الذات الإلهية وزج بالسجن

2010-12-19T17:05:00+02:00

الرسالة نت – مها شهوان

"تبت يا سيدي واستغفرت كتير وما راح أعيدها" تلك الكلمات خرجت من فم الشاب العشريني حسام مصحوبة بشهقات ودموع وتوسلات أمام القاضي وذلك حينما أحضرته الشرطة من مركز التوقيف بعد شهر ونصف قضاها خلف القضبان على اثر بلاغ قدم ضده لسب الذات الإلهية.

ذلك المشهد رصدته "الرسالة نت" بعد أن استوقفها منظر الأم وهي تتوسل للقاضي ليطلق سراح ولدها بالرغم من أنها هي من قدمت بلاغا ضده عندما سب الذات الإلهية أمامها.

احد رجال الشرطة الذين احضروا الشاب أكد للقاضي أن الشاب طيلة فترة توقيفه كان يستغفر ربه ويصلي ولا يتوقف عن البكاء لشعوره بالندم، وبعد سماع القاضي للمتهم والشرطة أفرج عنه لما أبدى من ندم شديد.

وبكلمات مقتضبة قال حسام :" أتمنى أن يسامحني الله ووالدتي، وأدعو كل من يتفوه بذلك بالتوبة".

الشعور الديني

وحينما انتهى قاضي محكمة غزة اشرف فارس من إصدار الحكم على المتهم أكد على أن إهانة الشعور الديني مجرم حسب قانون العقوبات الفلسطيني سواء كان من خلال التفوه أو النشر عبر مخطوطات أو رسومات أو صور تهين معتقدات الأشخاص الدينية .

وقال القاضي :"إهانة الشعور الديني جنحة يعاقب عليها المتهم بالحبس لمدة أقصاها سنة واحدة"، مضيفا: الشريعة تحرم سب الذات الإلهية ولا تقيم العقوبة إلا بعد أن يستتاب الشخص وتتعاطى المحكمة مع الشريعة في هذا السياق".

وأوضح أنه لا يتم الإفراج عن الأشخاص الذين يسبون الذات الإلهية إلا في حال بدا عليهم الندم ومارسوا أعمال التوبة من استغفار وصلاة، مشيرا إلى أن المحكمة تتأكد من خلال الشرطة وبالتالي يتم الإفراج عن المتهم بكفالة.

وبحسب القاضي فارس فانه في السابق كانت إهانة الشعور الديني ظاهرة لكن في السنوات الأخيرة تلاشت كثيرا، داعيا أفراد المجتمع إلى ضبط النفس عند الغضب كي لا يقعوا في جريمة لا تحمد عقباها.

وعن الأشخاص الذين يتم توقيفهم لسب الذات الإلهية لفت إلى أن الكثير منهم يكونون بحالة ندم وبكاء شديد، مبينا أن المحكمة تعطيهم فرصة للعودة لصوابهم بعد التوبة.

إجراءات رادعه

ومن جهته اعتبر الأخصائي الاجتماعي د.وليد شبير أن سب الذات الإلهية خرجت في السابق من بين الأزقة والشوارع لتدل على قلة الوعي لدى الناس، مبينا أنها بدأت تتلاشى في الوقت الحاضر وأرجع ذلك لنشاطات مؤسسات المجتمع التي لعبت دورا فعالا كالمساجد .

وطالب بضرورة إيجاد إجراءات رادعة من الجهات القانونية لمحاسبة كل من تسول له نفسه التطاول على رب العالمين، داعيا أولياء الأمور والمدرسين إلى توعية أبنائهم بعقوبة من يسب الذات الإلهية.

من جهة أخرى قال الداعية الإسلامي د. ماهر السوسي :" يكفر الإسلام من يسب الذات الإلهية فقد نهى عنه في الكتاب والسنة"، مؤكدا أن من يرتكب ذلك عمدا لا يلتمس له عذر في الشريعة الإسلامية.

وأشار إلى من يهين رب العباد ويدرك أن ذلك حراما عليه الدخول في الإسلام من جديد وذلك بنطقه للشهادتين والتوبة والاستغفار وعقد العزم بالا يعود لذلك ، موضحا أن الله سيغفر له إذا كانت نيته خالصة لله.

وفي ختام ملفنا القضائي عليك عزيزي القارئ بتوعية أبنائك ومن حولك بخطورة التعدي بسب رب العباد وما أرسله من كتب سماوية وأنبياء لننعم بمجتمع مسلم حضاري.

اخبار ذات صلة