قائمة الموقع

مقال: تنكبنا الطريق، فما السبيل؟

2022-02-12T08:53:00+02:00
م. طارق وليد النجار
م.طارق وليد النجار

كُلنا ضللنا الطريق وتهنا في صحراء السياسة؛ فاتجهنا للبحر فقذفتنا أمواجه واحدة تلو الأخرى، حتى أعيانا التعب والعطش فشربنا الماء المالح فازددنا عطشا وتعبا، فبينما نحن كذلك، قضم عدونا أرضنا وطبع مع بعض عمقنا العربي، وشتت شملنا، فأصبحنا نلوم بعضنا البعض ونترك عدونا، وفي ظل هذا التيه اختطف القرار الفلسطيني؛ قلة لا تعبر عن أمال وطموح قواعدهم التنظيمية ناهيك عن طموح باقي أبناء الشعب الفلسطيني. 
مر الشعب الفلسطيني بأحزابه وشخصياته وكياناته بتجارب عديدة حول آليات التعامل مع المحتل، هذه التجارب أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الحل يكمن في اجتماع كلمة الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني، ومع سمو هذا الهدف وضرورة تحقيقه؛ إلا أنه صعب المنال في هذا الوقت نظرا لعدم وجود مرجعية قادرة على لملمة شتات هذا الشعب؛ ذلك أن المرجعية المفترضة أصبحت طرفا وسببا في هذا الشتات.
تُجمع فصائل الشعب الفلسطيني على أهمية الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية؛ مرجعية جامعة للشعب الفلسطيني، ولكنهم يختلفون حول حال المنظمة الحالي؛ فالمنظمة في الوقت الحالي إن كانت هي سبب الشقاق والخلاف؛ إلا أنها مفتاح الحل وبوابة جمع الشمل الفلسطيني.
العديد من الحركات والشخصيات الفلسطينية ترى أن مسار اتفاقية أوسلو قد أثبت فشله ومعظم كوادر حركة فتح يعتقدون ذلك؛ إلا الفئة القليلة التي ربطت مصيرها بمصير هذه الاتفاقية وهي فئة قليلة جدا من أبناء الشعب الفلسطيني، وغالبية الشعب الفلسطيني تجمع على هذا الرفض؛ فإن السؤال المطروح هنا كيف السبيل للخروج ومن أين نبدأ؟
الشعوب التي تحترم تاريخها، دوما ما تجد نقطة التقاء اجتمع الشعب حولها، كأن يكون دستور صدر في سنة معين، أو وثيقة وطنية، أو اتفاقية اجتمع الناس حولها، ونحن كشعب فلسطيني له تاريخ طويل من النضال أجمعنا في العام 1964م على ما عرف حينها بالميثاق القومي، هذا الميثاق الذي اقرته حركة فتح عام 1968م بعد دخولها المنظمة وغيّرت اسمه ليكون باسم "الميثاق الوطني".
أعتقد أن "الميثاق الوطني 1968م " يصلح أن يكون نواة "دستور فلسطين" الذي يجمع عليه الفلسطينيون في الداخل والخارج، فعلى الفصائل الفلسطينية الإسلامية منها والوطنية وحتى حركة فتح بكوادرها أفرادا ومناطق تبني هذا الميثاق الذي أقره الراحل أبو عمار وهو في أوج قوته، ومن الممكن أن تبدأ الفصائل الثلاثة (الجبهة الشعبية، حركة الجهاد الإسلامي، حركة حماس) بتبني هذا الميثاق ودعوة الجميع للانضمام لهذا الاجماع الفلسطيني المتبلور.

اخبار ذات صلة