قائمة الموقع

قوانين الاحتلال.. أولها "أملاك الغائبين" وآخرها "البستنة"

2022-02-13T14:26:00+02:00
الاستيطان.jpg
الرسالة- رشا فرحات

بدأ الاحتلال مشروعه الاستيطاني باختلاق القوانين حتى يعطي لنفسه شرعية سرقة أموال الغير وطردهم من بيوتهم وأراضيهم، فقد استخدم قانون التنظيم والبناء لمصادرة الأراضي، ووفق هذا القانون شرع في ضم أراضي الفلسطينيين المحتلة عام 67 في الضفة الغربية أو ما يُسمى قانون -تسوية التوطين- والإبقاء عليها كاحتياط استراتيجي للبناء الاستيطاني.

وقبل ذلك استخدم - قانون أملاك الغائبين- الذي يعدُّ من هُجّر أو نزح عن ما تسمى دولة "إسرائيل" حتى تشرين ثاني 1947 إثر الحرب غائباً، ويحق للاحتلال أن يجعل كل أملاكه وأمواله مشاعاً وتنتقل ملكيتها له.

ثم ظهر إلى الساحة قانون -الجيل الثالث - وهو قانون النبش في التاريخ، ثم إن لم تجد، يمكنك أن تؤلف أسطورة وتضع لها تاريخًا وفق أهدافك الاستعمارية، وكل ذلك من أجل طرد السكان الفلسطينيين من البلدة القديمة في القدس.

ويبحث قانون الجيل الثالث فيما يدعي أنها أملاك اليهود التي سكنها عرب قبل عام 1948، ثم يخرج أوراقاً وشهادات ومؤلفات، وأحياناً نصوصاً تلمودية وتوراتية مفبركة بحيث تعود هذه الأملاك إلى أصحابها اليهود وتُرفع الحماية عن الساكنين في حال موت الجيل الثالث من أصحاب الأرض! وهو ما يحدث الآن في الشيخ جراح وسلوان في أغلب روايات الاحتلال.

 ولأن الاحتلال لا يكل فإنه يستخدم اليوم أسلوب البستنة والتطوير" لمصادرة المزيد من الأراضي، حيث أوضح خبير الاستيطان والخرائط الدكتور خليل التفكجي، أن هذا القانون في ظاهره يقضي بإقامة متنزهات لكل السكان، لكن في الحقيقة سخره الاحتلال لمصلحته.

ويعرّف التفكجي هذا القانون بأنه "السيطرة على حيز من الأرض، لحجزه للمستقبل من أجل تفرض الاحتلال برنامجه (التهويدي) وترسم صورة جديدة لمشهد القدس الكبرى كما يريده.

وفي القدس بالأمس، أعلن الاحتلال عن مصادرة أراضٍ في وادي الربابة لأغراض البستنة -حسب ما يدعي- وفي الواقع هو شرعنة طريق استيطانية على مسار للمواطنين من وادي الربابة وحتى المقبرة اليوسفية مرورا بمقبرة باب الرحمة، كما أن الأراضي المصادرة هي أراضي زراعية تحوي عشرات من أشجار الزيتون المعمرة وملك لأهالي وادي الربابة.

ويذكر أن قرار مصادرة الأراضي قد صدر دون أن يعطي الأهالي حق الرد أو الاستئناف ما سيجعل الاستيطان يلتهم 200 دونم من أراضي المزارعين في الحي الواقع إلى الجنوب من المسجد الأقصى.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصادر الاحتلال فيها أراضي من وادي الربابة، إذ صادر في عام 2018 حوالي 100 دونم من الأراضي المزروعة.

يقول فخري أبو ذياب الخبير في شؤون القدس إن هذه المنطقة تلاصق الجزء الغربي لمدينة القدس وهي همزة الوصل بين شرق القدس وغربها ومنها يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى الواقع في الشرق، قادمين من الغرب.

وأوضح أبو ذياب في لقاء مع الرسالة أن هذه المنطقة حيوية وحساسة، بالإضافة إلى أن أراضيها الزراعية خصبة وذات موقع استراتيجي لقربها الشديد من البلدة القديمة والمسجد الأقصى، إذ لا تبعد أكثر من 400 متر، ما جعلها مطمعاً مؤكداً للاستيطان، وعلى أراضيها سيمر ما يسمى مشروع القطار الهوائي الذي يربط شرق المدينة بغربها.

 

اخبار ذات صلة