ليس غريبًا على الاحتلال أن يكرر سيناريو حي الشيخ جراح، والذي دفع المنطقة لحرب واسعة، انسحب منها الاحتلال بعد أن دفع ثمنًا كبيرًا، أفقده هيبته وكشف عورته.
كما ويبدو أن الحالة التي تدفع الاحتلال لتصعيد خطير يستهدف سكان الحي، ناجمة عن قلق صهيوني كبير مما يحدث في الضفة، وارتفاع منسوب الحالة الثورية في وجه العدو، حيث شهدت الضفة منذ ديسمبر الماضي حتى فبراير الجاري تنفيذ عمليات نوعية، استهدفت مستوطني وجنود جيش الاحتلال، وهيأت واقعًا ثوريًا قد يعيد المقاومة إلى مواجهة حتمية مع الاحتلال، سيما أن الأخير ما زال يفشل في استعادة الردع التي فقدها في مايو المنصرم.
المقاومة بكل تأكيد ثبتت معادلة تاريخية، أطرافها غزة والضفة والقدس، ورسمت خطوطًا حمراء، ووضعت العدو أمام خيارات عدة كي لا يجتاز هذه القواعد والخطوط، منها وقف اعتداءات المستوطنين على سكان حي الشيخ جراح، والعمل ضمن اتفاق القاهرة لوقف اطلاق النار في مايو 2021، وفي حال لم يلتزم الاحتلال بهذا التوافق، سيكون أمام مرمى النار من جديد، لأن المقاومة لا تقبل بتجزأة التفاهمات، وهذا ما توافقت عليه الفصائل قبل تثبيت التهدئة ووقف كامل لإطلاق النار.
ومع مواصلة العدوان على القدس وأحيائها، نحن أمام تحول خطير يستهدف السكان والمدينة المقدسة، وباعتقادي أن العدو لديه خيارات لجر المقاومة لحالة من التصعيد، إن واصل اعتداءاته التي وصلت لمراحل متقدمة قد تعيدنا إلى خيار الاشتباك من جديد.