قائمة الموقع

مقال: حبل الكذب قصير

2010-12-20T09:13:00+02:00

مصطفى الصواف       

بعد ان كشفت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن قيام الطلبة الفلسطينيين في مدارس الوكالة بزيارة متحف الهولوكست واستنكرت ذلك واعتبرته أمرا وعملا مشينا ويضر بالشعب الفلسطيني ومعاناته، خرج علينا مستشار الوكالة الإعلامي ونفى ما كشفته حماس في بيانها ودعا إلى تحري الدقة وعدم الحديث دون تيقن من المعلومات نافيا أن يكون الطلبة قاموا بزيارة متحف الهولكست.

والحقيقة أن مستشار الوكالة الإعلامي بحاجة إلى مراجعة التقارير المصورة التي أظهرت قيام الطلبة الفلسطينيين بزيارة متحف الهولوكست حيث قام المدرس المصاحب لهم بشرح المعاناة التي تعرض لها اليهود على يد النازي الألماني، ومثيرا عطف وشفقة الطلاب الفلسطينيين، حتى من شاهد التقرير المصور تعرف على المدرس الذي كان يشرح للطلبة وحددوا اسمه ومكان سكناه، وأنه من المحسوبين فكريا على اليسار.

هذه الحقيقة التي أراد أن ينفيها هذا المستشار كذبا، وهو يعلم أن الزيارة تمت ولا يدري أن التقارير المصورة سوف تفضح كذبه وتبين الحقيقة، التي عليه أن يلتزم بها وان لا يكون مجرد بوق للكذب والتدليس، لان وسائل الإعلام التي صورت ونشرت تملك الحقيقة، والطلبة عندما يعودون سوف يقومون بالحديث عن الأماكن التي زاروها حتى لو طلب هذا المستشار أو أباطرة الوكالة من الفلسطينيين من الطلبة عدم ذكر زيارتهم لمتحف الهولولكست.

وعلى ما يبدو أن مستشار الوكالة بات جزء من مخطط تنفذه الوكالة من خلال مثل هذه الرحلات والتي تأخذ شكلا تطبيعا يهدف إلى إحداث عملية غسيل دماغ للطلبة وخلق ثقافة مغايرة لثقافة الشعب الفلسطيني حرصا على المنصب أو الوظيفة والراتب.

إن من يتخلى عن مبادئه وقناعاته فهذا أمر يعود له، ومن يقبل أن يكون أداة طيعة في يد من يريد أن يدمر ثقافة مجتمعه فهو حر، ولكن أن يمارس الكذب والتدليس ويحاول المشاركة في مثل هذه المخططات، هنا يجب أن يتوقف ولا يخرج ليكذب أو يُكذب الآخرين، وكان الأجدر به أن يلتزم الصمت ويلوذ في أحد أركان المكان، لان كما يقول المثل ( الشمس لا تغطى بغربال).

هذه الزيارة المرفوضة من بدايتها وحتى نهايتها لكونها تحمل أهدافا خبيثة، كان يجب أن لا تكون، وطالما أنها كانت كان الأجدر أن يقف الفلسطينيون العاملون في الوكالة والمتنفذون فيها وقفة وطنية صارمة ويحددوا برنامج الزيارة ويرفضوا هذه الفقرة فيها وحتى المدرسين المشاركين في الرحلة كان عليهم أن يمنعوا تنفيذ هذا البرنامج بهذه الطريقة ويرفضوا اصطحاب الطلبة إلى هذا المكان مع شرح أسباب ذلك إلى المشرفين على الرحلة حتى لو أدى الأمر إلى معاقبتهم، لان الوطن أغلى من أي أمر آخر، هذا الوطن الذي يضحي الناس من أجله بأرواحهم وأموالهم وبيوتهم.

يجب بعد عودة هؤلاء الطلبة أن يتم الجلوس معهم من قبل خبراء التربية ومصارحتهم بأن جزء من برنامجهم لم يكن وطنيا أو يتناسب مع مقوماتنا القافية، وان الأولى هو أن يحملوا صورة المعاناة اليومية التي يتعرض لها شعبنا على أيدي اليهود المحتلين، ويشرحوا لمن يقابلونهم أن هناك ظلما كبيرا وقع على الفلسطينيين ولازال من قبل عصابات اغتصبت الأرض وقتلت الإنسان، لان أن يكون هدف الزيارة هو الاطلاع على معاناة اليهود من عنصرية هتلر وفي نفس الوقت يمارس اليهود عنصرية أبشع بحق شعبنا وأهلنا وأرضنا ومقدساتنا، هذا ما كان يجب أن يكون.

 

اخبار ذات صلة