منذ أشهر طويلة، و"بيتا" مع "بيت دجن" في مواجهة أسبوعية مع الاحتلال لرفض الاستيطان، بإصرار منقطع النظير، تخرج من بيتا تصعد إلى بيت دجن، لترى المرابطين على جبل صبيح، لا يفترقون ولا يفكرون أن يفترقوا.
وفي كل جمعة يزداد عدد الشهداء واحداً، وتزداد أعداد الإصابات، ويزداد إصرار طويل النفس من الأهالي للاستمرار رافضين وقف حملاتهم التضامنية.
أصيب بالأمس أكثر من 85 فلسطينياً في مواجهات بدأت في شرق وجنوب نابلس في الضفة المحتلة شمال الضفة الغربية، وتمركزت في بيتا وبيت دجن.
وذكر الهلال الأحمر في بيان له أنه تعامل في مواجهات جبل صَبيح ببلدة بيتا، مع 5 إصابات بالرصاص المطاطي، و57 حالة اختناق بقنابل غاز أطلقها جنود الاحتلال، كما أصيب شابان إصابة مباشرة بقنبلتي غاز، و6 إصابات نتيجة السقوط على الأرض خلال ملاحقات جنود الاحتلال لناشطين فلسطينيين.
ولفت البيان إلى أن الاحتلال أعاق عمل طواقم الإسعاف ومنعها من الوصول إلى الإصابات وقد كان من بينها اثنتان حرجتان نُقلتا فوراً إلى المستشفى لاستكمال العلاج.
وفي بلدة بيت دَجن، شرقي نابلس، قال الهلال إنه تعامل مع إصابتين بالرصاص المطاطي، و14 حالة اختناق بالغاز.
وتتصدر بيت دجن مع رفيقتها بيتا مظاهرات أسبوعية في مواجهة الاستيطان، منذ سبعة أشهر يواجه العُزّل الاستيطان، ويتضامنون مع الأسرى المرضى، وبالأمس كان تضامنهم خاصا مع الأسير ناصر أبو حميد الذي يعاني من سوء أوضاعه الصحية نتيجة إصابته بالسرطان وحرمانه من العلاج.
وبالأمس كان للمظاهرات نفس آخر، فقال بسام عماوي الناشط الفلسطيني الذي شارك في مسيرة سلمية في بيت دجن وهو يمسك بالعلم هاتفاً مع رفاقه: "جئنا اليوم إلى طريق البلدة القديم الذي أغلقه الاحتلال قبل عشرين عاماً، لنؤكد أن هذه الطريق لنا وهذه الأرض لنا ولا يُسمح للاحتلال بإغلاق شوارعنا، واليوم وغداً وبعد غد سنستمر حتى كنس آخر جندي على هذه الأرض"
ثم بدأت المواجهات، وبدأ زخ الرصاص من كل صوب وحدب، وتمدد الشباب الحر في عرض الطريق في وجه دبابة وعتاد وجندي يحمل أحدث الأسلحة يهتفون" يا مستوطن يا جبان، الدجناوي صامد هان، الدجناوية كلها رجال، واشهد يالوطن ما بنخلي أراضينا اشهد يالوطن".
ويقول صهيب ثابت عضو اللجنة الشعبية في بيت دجن: "بيت دجن تلتحم مع كل قضايا فلسطين مع أبناء الشيخ جراح، مع الأسرى داخل السجون، مع كل مكونات الشعب الفلسطيني ونقاط التماس، ولا يمكن التراجع والاستسلام لأن التراجع ليس من خيارات الفلسطيني.
بيت دجن تعيش الآن حصارا مطبقا - والقول لثابت- الذي لفت إلى أن المنطقة الشرقية والغربية مغلقة، والمواطنون متخوفون من أي تصعيد تكون نتائجه على صورة حصار خانق تعوّد الاحتلال فرضه على القرى التي ترفض الاستيطان وتقف وقفة رجل واحد لتقول لا للظلم.
وقد أصيب العشرات في كفر قدوم أيضا بالضفة الغربية للمطالبة بفتح الشارع الرئيسي في القرية، فواجههم الاحتلال بالقنابل والرصاص الحي فأصيب طفلان إصابات بالغة.
تلك هي الرسائل التي تنتقل من بيتا لبيت دجن وكفر قدوم، فنعجز عن فك شفرات الصمود المكتوبة في صفحاتها.