قائمة الموقع

مقال: سيف القدس لم يُغمد بعد

2022-02-19T21:18:00+02:00
د. خالد النجار
منذ أيام والاحتلال يستغل الأحداث الدولية ومستجداتها بين روسيا وأوكرانيا، ويستثمر ذلك في التغطية على جرائمه المتواصلة بحي الشيخ جراح بمدينة القدس، إذ هناك تهجير لعائلات مقدسية، وسلب لممتلكاتهم، وسيطرة تامة تحت حماية ودعم شرطة الاحتلال؛ يأتي ذلك بكل تأكيد إكمالاً لحلقات الإجرام الذي ينفذها العدو الصهيوني في الضفة والقدس، بين ظلال اللقاءات الثنائية التي تجمع قادة السلطة وقادة الاحتلال، على الرغم من إعلان المجلس المركزي تعليق التنسيق الأمني مع الاحتلال، ويبدو أن القرار قد تعطل بالفعل ولم يتم العمل به منذ تاريخ الإعلان عن بيان المجلس المركزي.
 
المقاومة تراقب كافة التطورات عن كثب، وتقرأ كافة التفاصيل أولاً بأول حول أحداث حي الشيخ جراح، علمًا أن العدو يدرك تمامًا أن المباديء التي وظفتها المقاومة في استراتيجيتها القتالية جزءٌ منها يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، وأن كافة المباديء الأخرى تُعزز هذا المبدأ وتتمحور جميعها حول الحفاظ على قدسية المدينة، وأنها بوصلة وقبلة المقاومة التي تتجه نحوها دائرة النار.
 
ويبدو أن العدو الذي فشل في تحقيق عوامل النصر في معركة سيف القدس، ومُني بخسارة عسكرية فادحة نتيجة ما تعرض له من ضربات صاروخية قاسية وصلت لمدن العمق، وفشلت منظومته الدفاعية "القبة الحديدية" من اعتراض غالبية صواريخ المقاومة، ما زال عاجزًا عن تقدير تداعيات ما يحدث بحي الشيخ جراح والأحياء الأخرى المشتعلة.
 
يُشار أن منظومة الدفاع الجوي الصهيوني فشلت أخيرًا من اعتراض طائرة تابعة للمقاومة الإسلامية اللبنانية بعد أن تسللت لعمق 70 كيلو متر ولمدة 40 دقيقة داخل الأراضي المحتلة، وعادت لقواعدها بسلام بعد أن نفذت مهمتها بنجاح وفق ما صُرح به عبر البيان، وهذا يؤكد فشل منظومة الرادار الصهيوني الذي لم يستطع اكتشاف الطائرة، وفشل في اسقاطها، وهذا بدوره يؤكد أن سلاح المقاومة الفلسطينية سيكون قادرًا مرة أخرى على إلحاق الخسائر في صفوف الصهاينة جيشًا ومغتصبين في المواجهة المقبلة، وهو ما باتت تفكر به الحكومة الصهيونية، ويجعلها تتخذ قرارات عشوائية غير مجدية، ليس لها الأثر أمام المعادلات التي فرضتها المقاومة في معركة سيف القدس، وفي مواجهات سابقة كُشفت خلالها مقاييس التغير الاستراتيجي في طبيعة المواجهة، والتي ترجح خلالها كفة المقاومة، وتراجع حاد لأداء الجيش الصهيوني، وفشل ذريع في معظم مؤسساته، وهو ما أسهم في ضعف بنيته، وتحطيم معنوياته.
اخبار ذات صلة