يبدو واضحًا أن حركة فتح اتجهت لعدم اعتماد مسمى واحداً لقوائمها الانتخابية في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية التي ستُعقد في مدن الضفة الغربية الشهر المقبل، خوفًا من السقوط المدوي في ظل تراجع كبير لشعبيتها خلال السنوات الأخيرة.
وفي تفاصيل العملية الانتخابية المقبلة، فإن الانتخابات ستجري في 50 هيئة ترشحت فيها أكثر من قائمة، فيما لن تنعقد في 23 هيئة بسبب ترشح قائمة واحدة شكلتها حركة فتح تحت مسميات عشائرية ومستقلة، كما لم تترشح أي قائمة في 28 هيئة محلية، بالإضافة إلى هيئة واحدة ترشحت فيها قائمة واحدة ناقصة، أي أن عدد مرشحيها أقل من عدد مقاعد مجلس الهيئة.
وتُظهر احصاءات لجنة الانتخابات أن الغالبية العظمى للقوائم التي رشحت نفسها للانتخابات كانت تحت مسميات مستقلة إذ بلغ عددها 178 قائمة، بينما كانت القوائم الحزبية 81 قائمة فقط.
وفي التعقيب على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين إن الأمر يعتمد على المنطقة لأن الكثيرين ما زالوا يتعاملون مع فتح على أنها ضرورة للحصول على الخدمات اللازمة في البلديات.
وأضاف في تصريح لـ"الرسالة" أن البلديات الصغيرة التي لا يوجد فيها سوى قائمة واحدة أكثرها سجلت باسم حركة فتح، كما أن العيزرية مثلاً فيها 4 قوائم رسمية باسم حركة فتح، وفي المقابل فإن المدن الكبرى والرئيسية لم تشهد مشاركة رسمية للحركة باستثناء مدينة الخليل.
وأوضح أن السبب هو صعوبة توحد أبنائها ضمن قائمة واحدة بسبب الصراع على المقاعد، ومن ناحية أخرى فإن مسمى فتح وسمعتها المتدهورة يجعل القائمة تخسر العديد من الأصوات.
وبيّن أن المناطق التي تشهد منافسة كبيرة وضعفاً لوجود فتح فيها لا توجد بها قوائم رسمية للحركة، وهو ما ينطبق على المناطق التي يوجد فيها صراع بين أبناء حركة فتح.
وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت قد قالت أمس إنّ السيطرة الأمنية لرئيس السلطة محمود عباس، وحكومته باتت ضعيفة في الضفة الغربية المحتلة، تزامناً مع حالة الغضب الداخلي من التعيينات الجديدة في المناصب العليا في منظمة التحرير الفلسطينية التي يُنظر إليها على أنها محاولة من عباس لتأمين خليفته الذي اختاره بنفسه.
وقال حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي إن فتح تدخل انتخابات المرحلة الثانية بصورة معلنة وغير معلنة، والسبب في ذلك أنها تتخوف من النتائج التي قد تكون عكسية، خصوصاً في المناطق التي دخلت فيها قوائم تحظى بدعم حركتي حماس والجبهة الشعبية.
وأضاف خريشة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن فتح بحثت عن الشخصيات ذات الثقل العشائري والعائلي بدلاً من الثقل التنظيمي، وكذلك عن شخصيات لا يوجد لها أي إشكاليات سابقة مع المواطنين، لتشكيل القوائم الخاصة بها، بما يضمن لها التنافس على مقاعد المجالس البلدية.
وأوضح أن فتح تقلقها النسبة المنخفضة المتوقع مشاركتها في المجالس البلدية، وكذلك دعم حماس والجبهة للقوائم الأخرى، بالإضافة إلى الحالة الشعبية الناقمة على السلطة، خصوصاً في الأشهر القليلة الماضية، والتي شهدت أحداثاً غير مسبوقة.
وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية تمت نهاية العام الماضي في 154 هيئة محلية فيما فازت 162 هيئة بالتزكية نظراً لترشح قائمة واحة فيها، بالإضافة إلى أن القوائم المستقلة حصلت على 70% من الأصوات التي شاركت في العملية الانتخابية.