قائمة الموقع

متلازمة الصمود.. حتى ذوو الإعاقة يخيفون الاحتلال

2022-02-22T13:24:00+02:00
الشاب محمد العجلوني
غزة -رشا فرحات

نظرات الشاب محمد العجلوني المصاب بمتلازمة داون والمقيم في الشيخ جراح، وهو يحدق في جنود خوفاً، فهم لا يفرقون بين طفل أو معاق أو كبير.. كانت نظراته مليئة بالرعب تقطع نياط القلوب.

وقد بدأت الحكاية بغيظ، وكل الحكايات تبدأ بغيظ الاحتلال بما يقوم به الفلسطيني، فقد كان الأهالي مشغولين في زفة عريس من شباب الحي، حينما قرر الجنود تنغيص الفرحة وقلب الزفة والهتافات إلى صرخات من فزع رُسمت في عيني محمد.

 كان جالساً مع المعتصمين، حينما باغتته قوة كاملة من الجنود يريدون اعتقاله، وهو الذي لا يعي بصورة كاملة ما هي حقيقة القصة، شاب معاق يتصرف كما يتصرف الأطفال، مسالم يجلس ليشارك الصامدين المرابطين وجعل من نفسه سفيراً لمتلازمة الصمود، وأصر على الجلوس مع المعتصمين الصامدين أمام منزل عائلة "سعو" في الشيخ جراح.

هب الأهالي، من جانب جدار واحد، تعودوا أن يكونوا من بداية الأحداث، وأخذوا يتجاذبون جسد الشاب الهلع المرتجف، ولم يسمحوا لأي جندي أن يأخذه، فأصيب الشاب إصابة بسبب الضرب الذي تعرض له أثناء محاولة الاعتقال، وكُسرت يد السيدة حنان سالم التي أتت للتضامن كأي متضامنة، ثارت صارخة وراء الشاب كغيرها من أمهات فلسطين، ممن يرين أن كل شاب فلسطيني خرج من أرحامهن وأصبح واحداً من أبنائها وإن لم تلده.

ولم يكن محمد هو الذي أصيب فقط في الاعتداء على المتضامنين في الشيخ جراح بالأمس، وإنما أصيب ثلاثة غيره من بينهم السيدة سالم ونُقل الجميع للعلاج في مستشفى المقاصد.

اشتهر محمد العجلوني بوجوده الدائم في المسجد الأقصى والأحداث الميدانية الساخنة في القدس رغم إصابته بمتلازمة داون. كما يحظى بشعبية واسعة بين المقدسيين، حتى غدا وجهاً مألوفاً بينهم، بحضوره الشجاع وهتافاته القوية العالية.

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ذوو الإعاقة للاعتقال أو الإصابة فالشهر الماضي اعتقلت قوات الاحتلال عبد القادر خزيمية، وهو في الستينيات من العمر، ومُقعد، واعتُقل مع ابنه نبيل.

وفي العام الماضي استُشهد الفلسطيني ناصر حلاوة (47 عاماً) وهو من ذوي الإعاقة بعد أن استهدفته قوات الاحتلال على حاجز قلنديا برصاصة أطلقتها كالعادة بدم بارد.

ولا أحد ينسى إياد الحلاق، الشاب المصاب بالتوحد الذي أعدمته قوات الاحتلال قرب باب الأسباط في القدس المحتلة"، خلال توجهه إلى مدرسة البكرية في القدس القديمة.

وبالأمس، اندلعت مواجهات بين سكان الحي ومستوطنين كانوا برفقة بن غفير، عقب استفزازه للمواطنين ونقله لمكتبه أمام منزل عائلة السعو. التي تتعرض منذ أيام لاقتحامات يومية لمنزلها ومحيطه، والاعتداء على أفراد العائلة أو على المتواجدين أمام المنزل.

وقد احتج أهالي الشيخ جراح على نقل مكتب المستوطن "بن غفير" قبالة منزل العائلة، وقد كان بن غفير قد أعلن يوم الأربعاء الماضي عن وصول 16 نائباً من أحزاب المعارضة للمكتب البرلماني الذي أقامه بحي الشيخ جراح، "لإبداء تضامنهم" معه، على مدى 4 أيام.

اخبار ذات صلة