قائمة الموقع

سلسلة عمليات الثأر المقدس.. هكذا يكون الثأر!

2022-02-25T10:29:00+02:00
حسن سلامة ويحيى عياش
غزة- الرسالة نت

لم يكن قد مرَّ على استشهاد المهندس يحيى عياش سوى 40 يوماً، حينما كانت حافلة تقل جنوداً إسرائيليين في مدينة القدس، ومحطة حافلات بمدينة عسقلان تنفجران، إيذاناً بانطلاق عمليات الثأر المقدس والتي يوافق اليوم ذكراها السنوية.

عمليات ترسخت عبرها صورة وفاء القسام لقادته، وقدرة المجاهدين على رد الصاع صيعاناً في وجه الاحتلال، الذي ظن أنه باغتيال يحيى عياش سيوقف مسيرة العمليات الاستشهادية والحافلات المتفجرة.

كان العقل المدبر لهذه العمليات التي أدت في مجملها إلى قتل أكثر من 45 إسرائيلياً، هو القائد الأسير في سجون الاحتلال، حسن سلامة، حيث روى في كتابه الثأر المقدس تفاصيل هذه العمليات، مؤكداً أن التخطيط للانتقال إلى الضفة وتنفيذ سلسلة عمليات منها كانت هي خطة المهندس عياش نفسه قبل استشهاده.

ليكون الرد درساً

وبُعيد استشهاد عياش قرر القائد محمد الضيف بأنه لا بد أن يكون هناك رد يساوي حجم الذي حدث وليكون درساً للمعتدين يجعلهم يفكرون كثيراً قبل الإقدام على مثل هذه الفعلة مرة أخرى، وعرض على حسن سلامة الخروج إلى الضفة الغربية لكي يكون مسؤولاً عن عمليات الثأر.

أعد حسن سلامة خطة للتسلل إلى الضفة الغربية عن طريق اجتياز الحدود الشرقية والدخول إلى الأراضي المحتلة ومن ثم إلى الضفة، وبعد أيام من الرصد والمتابعة للحدود نجح سلامة في الدخول إلى الأراضي المحتلة بعملية معقدة.

استقر سلامة وعدد من رفاقه ومعهم كمية من المتفجرات والأسلحة في بيارة برتقال في أسدود المحتلة، ثم انتقل إلى الضفة الغربية ليلتقي بمجموعة قسامية من القدس.

أوصى سلامة مجموعة القدس برصد أهداف عسكرية ومدنية إسرائيلية لتنفيذ عمليات فيها، وتواصل مع عدة أشخاص في رام الله والخليل كان يعرفهم خلال مدة اعتقاله، أبرزهم الشهيد محيي الدين الشريف وعادل عوض الله ومحمد أبو وردة وأكرم القواسمي، بهدف ترشيح الاستشهاديين لتنفيذ العمليات.

رصدت مجموعة القدس عدة مواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية ووقع الاختيار على حافلة تقل جنوداً إسرائيليين في الخط رقم 18 بمدينة القدس ومحطة حافلات بمدينة عسقلان.

وبعد اختيار الاستشهاديين ومعاينة أماكن العمليات حددت ساعة الصفر، وانطلق الشهيد إبراهيم السراحنة إلى عسقلان والشهيد مجدي أبو وردة إلى القدس.

وفي صبيحة يوم الأحد 25/2/1996 توالت الأنباء على كل الوكالات والقنوات الإخبارية عن انفجار في القدس تلاه آخر في عسقلان خلفا عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين.

إثر هاتين العمليتين شنت قوات الاحتلال والسلطة الفلسطينية حملة اعتقالات شرسة طالت معظم أبناء حركة  حماس  وكوادرها وقياداتها، وحظرت التجول في مدن الضفة كافة وأغلقت قطاع غزة والقدس.

ويستمر الثأر

إلا أن حسن سلامة أراد أن يحرج كبرياء الاحتلال وأن يوصل له رسالة بأن كتائب القسام لا يمنعها الإغلاق والحصار مهما كان نوعه عن تنفيذ العمليات العسكرية متى أرادت وفي أي مكان وأنها لم تكتفِ بتلك العمليتين رداً على اغتيال العياش.

انطلق الشهيد رائد الشغنوبي، إلى ذات مكان تنفيذ عملية الحافلة 18، بحيث أن الاحتلال لن يتوقع أن تنفذ عملية أخرى في ذات الموقع السابق في وقت وجيز، ففي صبيحة يوم الأحد 3/3/1996 فجر الشهيد الشرنوبي نفسه، ليقتل ركاب الحافلة كافة، وعددهم 19صهيونياً.

شدد الحصار والإغلاق بعد العملية الثالثة ولم يستطع حسن سلامة التنقل بين قرية وأخرى تهرب إلى بيت لحم والخليل وكاد الاحتلال والسلطة أن يعتقلوه أكثر من مرة.

استقر سلامة في الخليل وخطط منها لتنفيذ عملية خطف جندي إسرائيلي وإجبار الاحتلال على تنفيذ صفقة تبادل يُحرر فيها الأسرى الفلسطينيون، وفعلا تمكنت مجموعة قسامية بقيادة الشهيد محيي الدين الشريف من اختطاف جندي إسرائيلي في القدس لكنه تمكن من الفرار من المجموعة الخاطفة.

وبهذه السلسلة من العمليات المتلاحقة والموجعة استطاعت كتائب القسام أن تفك الحظر على المقاومة الذي فرضته السلطة الفلسطينية وتتحدى جميع الإجراءات الإسرائيلية وتنفذ ردها المزلزل على اغتيال العياش، لتؤكد أن دماء قادتها لا تضيع سدى وأنها وفية للمقاومين ولأرواحهم.

اخبار ذات صلة