قائد الطوفان قائد الطوفان

عبر المناهج المدرسية.. (إسرائيل) تسعى لتهويد القدس وطمس هويتها

غزة – مها شهوان

منذ العام 1967، يسعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الحياة التعليمية في مدينة القدس عبر أسرلة المناهج الفلسطينية، والسيطرة على المدارس، وفرض القوانين الإسرائيلية، ومنع المؤسسات التعليمية من بناء مدارس جديدة.

وبدأت الأزمة فترة انتفاضة الأقصى لإقحام المناهج الإسرائيلية في المدارس المقدسية، وزادت حدتها عند العام 2013، حين بدأ الاحتلال بمنع المقدسيين من توسعة المدارس، وشرع ببناء  أخرى (إسرائيلية)، وكل ذلك بهدف تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها الإسلامية والعربية ومحو روح المقاومة والتمسك بالأرض.

ووفق إحصاءات لمؤسسات تعنى بالتعليم في القدس، فإن (إسرائيل) تسيطر مباشرة على نحو 53% من عدد المدارس، من خلال وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وبلدية الاحتلال.

وبعد الأزمات التي وقعت في السنوات الأخيرة خاصة بعد جائحة فايروس كورونا، تضرر قطاع التعليم في القدس، فواقع مدارس القدس يوصف بالأليم خاصة في ظل الحرب التي تشنها بلدية الاحتلال في محاولة لمحو المنهاج الفلسطيني بالكامل، وتحويل التعليم للمنهاج "الإسرائيلي"، والتضييق على المدارس التي ما زالت صامدة وتدرّس المنهاج الفلسطيني.

وقال "اتحاد أولياء أمور طلاب - مدارس القدس" في بيان صدر قبل أيام، إن التعليم في القدس منهار إلى حد كبير خاصة في السنوات الأخيرة ولعدة أسباب منها: القرارات التي صدرت مؤخرًا بسبب "كورونا" والتعليم عن بُعد، إلى جانب انعدام البنى التحتية للمدارس في شرقي القدس، ومحاربة بلدية الاحتلال لبعض المدارس عبر عدة أساليب.

وتحدثت "الرسالة" إلى زياد الشمالي رئيس اتحاد أولياء الأمور في القدس ليفسر ما يجري في السنوات الأخيرة للعملية التعليمية، فذكر أن هناك زيادة في عدد المدارس التي تبنيها (إسرائيل) على حساب المدارس الفلسطينية.

 وأوضح أن هناك محاولات للهيمنة على المنهاج الفلسطيني من خلال حذف مواد ودروس يظن الاحتلال أنها خطر عليه، خاصة التي تتحدث عن الانتماء الفلسطيني والنضال والشهداء.

وبحسب الشمالي، فإنه منذ ٣ سنوات لم تكتف (إسرائيل) بحذف مواد تعتبرها إرهاباً بل باتت تضيف دروساً تتحدث عن المؤسسات الإسرائيلية ودورها، وعن التعايش والمستوطنات من أجل طمس الانتماء والهوية الفلسطينية للمقدسيين.

وذكر أن هناك مدارس خاصة وأهلية في القدس تتلقى الدعم المالي من المعارف الإسرائيلية، وتفرض عليها قوانين تخص الأعياد اليهودية وممارسة بعض الأنشطة، مشيراً إلى أن سيطرة المعارف الإسرائيلية على المدارس الخاصة بنسبة 80%.

وعن أبرز المشاكل التي يعانيها الطلبة قال إنها تتمثل في منع زيادة عدد الفصول، مما أدى إلى تسرب عدد كبير من طلبة مدارس البلدة القديمة ورحيلهم إلى مدن أخرى بسبب الضغوط التي تمارس عليهم، موضحا أن الوضع الاقتصادي لأهالي القدس سيء ومع ذلك يضطرون لنقل بيوتهم من أجل مدارس أبنائهم.

وأوضح الشمالي أن الاحتلال أضعف التعليم في البلدة القديمة بسبب العراقيل التي وضعها أمام الطلبة، عدا عن اقتحام المدارس ومنع دخول كتب المنهاج الفلسطيني، ما تسبب في حالة من القلق لدى أهالي الطلاب، وعدم التحاق أبنائهم في تلك المدارس.

وتطرق الشمالي إلى العراقيل التي دفعت ذوي الطلبة للرحيل عن البلدة القديمة بسبب مرورهم من بوابات القدس وملاحقة جنود الاحتلال لهم سواء بالضرب أو التفتيش القسري أو الاعتقال مما خلق حالة هلع وخوف للأهالي.

البث المباشر