قائد الطوفان قائد الطوفان

 باب العامود من جديد.. ما الذي يخيف الاحتلال؟؟

غزة-رشا فرحات

أصيب عشرات الفلسطينيين بالأمس في مدينة القدس، وتحديداً بالقرب من باب العامود، أثناء ذهابهم للاحتفال بذكرى يوم الإسراء والمعراج والصلاة في المسجد الأقصى، بينما اعتقلت قوات الاحتلال آخرين خلال قمعها للمصلين.

وقد قال المحامي فراس جباريني، في تصريح لموقع القسطل الإعلامي، إن عدد المعتقلين قد بلغ اثنين وعشرين معتقلاً، جميعهم تحت سن الثمانية عشر وبينهم الفتاة إيمان الكسواني، التي تعرضت للسحل والضرب بوحشية أمام عدسات الكاميرات.

ولفت إلى أن الشرطة قد أفرجت عن المعتقلين بينهم إيمان الكسواني بشرط الإبعاد عن الأقصى لستة أشهر.

المواجهات لم تكن مفاجئة، وتنذر بانفجار الأوضاع في القدس، وبدأت بعد تجمع آلاف المصلين في المكان لإحياء الذكرى المقدسة، بينما باشرت سلطات الاحتلال بقمعهم، مدعية أنهم بدأوا بإلقاء الحجارة على الجنود المتمركزين هناك، ثم بدأت بتفريق المظاهرات بالعنف والضرب والاعتقال.

الحدث الأبرز كان إصابة طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة "صماء" تبلغ من العمر 11 عاماً، إصابة متوسطة بقنبلة صوت، نتج عنها كسر في الفك السفلي وتخضع الآن للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم.

عبد المجيد طه من كشافة بيت المقدس قال إن الطاقم تعامل مع 280 إصابة بين رصاص واختناق وقنابل صوت واعتداء بالأيدي ورش المصلين بالمياه العادمة، بالإضافة إلى عدد من حالات الهلع، كما اعتدوا أيضاً على طواقم الكشافة وطواقم الإسعاف وهم يحاولون إنقاذ المصابين.

ويلفت إلى أن اليوم الاحتفالي الديني الذي تفرح فيه مدينة القدس كل عام قلبه الاحتلال إلى يومٍ دامٍ عنيفٍ مليء بالمواجهات ومحاولات القتل والعنف، بصورة غير مسبوقة ومعظم الإصابات أطفال ونساء وكبار في السن.

الأمر الأكثر أهمية، أن أحد أفراد الشرطة صرح أن شرطة الاحتلال تدرس إعادة نصب الحواجز داخل باب العامود ما ينذر بتفجر الأوضاع كما تفجرت في شهر رمضان الماضي، وبأن الاحتلال يتذرع بالأحداث التي تطورت بالأمس ليعيد شرعنة هذا القرار، الذي كان سبباً في مواجهات دامية في القدس انتهت العام الماضي بالحرب على غزة.

الدكتور جمال عمرو المختص بقضايا القدس أكد "للرسالة" أن كل ما حدث بالأمس كان تخوفاً من الوضع العالمي الذي أدى إلى توتر واضح تسبب في حالة هيجان لدى جنود الاحتلال.

يؤكد عمرو على أن (إسرائيل) تتخبط وتقوم بعمل تجارب لترى ردة فعل الفلسطيني، وربما تمهد لإقامة حواجز من جديد بينما ينشغل الإعلام بأحداث العالم، وبالتالي فهم يحاولون مداراة رعبهم بالعنف الذي يمارسونه على الفلسطينيين.

ويلفت عمرو إلى أن شرطة الاحتلال تعرض على العرب في الداخل العمل معها مقابل مبالغ خيالية لأن هناك شحاً في عدد رجال الشرطة، فالعاملون لديهم أيضاً يرفضون الوقوف على الحواجز في القدس، لأن لديهم خوف من نبوءتهم التي يخبرهم بها حاخاماتهم بأن هناك أمرا حاسما سيحدث في 2022 لن يكون لصالحهم.

ويلفت عمرو إلى أن مبدأ "المتغطي بأمريكا عريان" قد أثبت أن أمريكا وأوروبا في اللحظة الحاسمة ستتخلى عن كل من لا يفيدها بشيء، وهذا ما يرعب الاحتلال على حد تعبيره.

ويضيف عمرو: "وفي النهاية، اليهود ليسوا أصحاب بشرة بيضاء وعيون زرقاء ولا يشكلون للأوربيين أهمية، كما أن أعماق اليهودي نفسه تحدثه بعدم أهميته في الخريطة السياسية الدولية، وكل تلك المعايير التي تهم أمريكا وأوروبا لا تنطبق عليهم وعند الضرورة لن يكونوا أولوية بالنسبة لهم".

والأمر الثاني الذي يؤكد عليه عمرو بأن أمريكا وأوروبا لم يعودوا يحاربون، والطريقة التي غادروا بها أفغانستان وعملاؤهم يتساقطون من أرجل الطائرات شاهد على ذلك، وتلك الصورة لا زالت تخيف (إسرائيل)، والتاريخ يذكر نفس المشهد الذي حدث في فيتنام، وكل هذا يتردد في قلب اليهودي ويقلقه.

عبد الله معروف الكاتب المختص بقضايا القدس يقول في مكالمة مع الرسالة: "أتوقع أن ما حدث في باب العامود هو بروفة لما سيحدث في رمضان، فالاحتلال لا يحتمل وجود عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق حساسة في القدس مثل باب العامود، لذلك بما أنه لم يستطع احتمال هذا المشهد الاحتفالي، فإنه لن يحتمل وجود المصلين في رمضان وسيسعى لمهاجمتهم"

فشل الاحتلال في إظهار الصورة كما يريدها في القدس يتبعه محاولة لمنع المصلين والفلسطينيين بالقوة، وهذا يعطينا إشارة فعلية عما يمكن أن تكون عليه الأوضاع في رمضان ويجب أن يلتقطها الجميع سواء السياسيين أو الفصائل أو عموم الشعب الفلسطيني خاصة المقدسيين، على حد قول معروف.

البث المباشر