أبناؤه في السجون

والد الشهيد "جفال": الوطن يستحق دم ابني وخبر استشهاده متوقع

الشهيد يامن جفال
الشهيد يامن جفال

غزة – مها شهوان

اعتادت المدينة المقدسة كل يوم أن تقدم شهيداً يليق بأرض فلسطين، فيتسابق الفتية والشبان لتقديم أرواحهم دفاعاً عن وطنهم من محتل غاصب ينتهك مقدساتهم ويهدم بيوتهم ويعتقل ثوارهم.

آخر الشهداء كان الفتى يامن جفال -16 عاما- قتله جنود الاحتلال بصورة متعمدة رمياً بالرصاص خلال مواجهات في أبو ديس بالقدس المحتلة، ثم احتجزه الجنود جريحاً حتى ارتقى شهيدا.

عادة من هم في سن الشهيد، يحتارون بقصة شعرهم وماركة ثيابهم ومكان العطلة الصيفية التي سيقضون فيها إجازتهم، لكن جفال وأقرانه يحسبون مقدار سعادتهم بعدد المرات التي نغصوا فيها على الاحتلال واستفزوا جنوده، وعدد الحجارة التي ألقوها على سيارات الشرطة الإسرائيلية، بل يلتقطون صور "السيلفي" قبل استشهادهم ليس كرهاً بالحياة بل إيماناً بمقاومة المحتل.

الشهيد جفال الذي تعمد جنود الاحتلال قتله، احتجزوا جثمانه لفترة طويلة في إحدى مشافي القدس، قبل الإفراج عنه لتشييعه.

وينتمي الشهيد لعائلة لها باع طويل في مقارعة المحتل، منهم الشهيد والأسير كما والده المحرر الذي وقف بين الرجال يستقبل التهاني في استشهاد ولده ويقول: "يامن ارتقى شهيدا، وأشقاؤه وأزواج شقيقاته في السجون أسرى (..) من جاءني اليوم في استشهاد ابني كنت برفقتهم قبل أيام وأسابيع وسنوات بمثل هذا الموقف، والآن دوري ليأتوا مهنئين بابني".

وتابع بفخر واعتزاز: "أعراس الشهادة مختلفة عن بيوت العزاء (..) فلسطين تستحق أن نقدم لها أرواحنا، فمسار التحرير يحتاج إلى الدم والتضحية والعطاء".

ويحكي من وسط عرس الشهادة وهو يستقبل أهالي القدس أن ابنه الشهيد ليس أفضل ممن سبقوه رغم أنه فلذة كبده وغالٍ على قلبه.

وعن كيفية تلقيه خبر استشهاده صغيره "يامن"، ذكر أنه وقت المواجهات بدأت تنهال عليه الاتصالات التي تفيد بإصابة ابنه، ثم بدأ الاحتلال يتواصل معه للعب في أعصابه فتارة يقولون له اذهب إلى حاجز الزيتون في القدس، وأخرى اذهب إلى المعسكر وفي النهاية أبلغوه باستشهاد ابنه ومكان جثمانه.

وأوضح أن عائلته لها خصوصية في المقاومة، ومن الطبيعي أن يتلقى أي منهم خبر اعتقال أو استشهاد أحد أفراد الأسرة، مفتخراً أنه أصبح والد شهيد وفي ذلك مكانة كبيرة.

ولا يبحث الأسير المحرر والد الشهيد عن امتيازات أو مناصب، بل ما يريده في هذه الحياة هو أن يتمسك أبناؤه وشباب عائلته بمبادئ الوطن ومقاوم المحتل بكل ما يمتلكونه من أدوات.

وأكثر ما نغص على أهالي بلدة أبو ديس عند استشهاد الفتى جفال هو أن جنود الاحتلال يهاجمون أطفال فلسطين وينقضون عليهم كالوحوش المفترسة ويظهرون أبشع صور الإجرام، معتقدين أنهم بهذه الوحشية يسجلون بطوله من منطلق ثقافتهم الوحشية.

بدورها، استنكرت حركة حماس وحشية جنود الاحتلال في الانقضاض على الفتى جفال، وقال الناطق باسمها حازم قاسم: "إعدام جيش الاحتلال للفتى يامن نافذ جفال من بلدة أبو ديس في القدس المحتلة جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس حقيقة الوجه الإرهابي للاحتلال وقادته".

وتابع: "إصرار الاحتلال على ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية عن سبق إصرار، يؤكد استهتاره بكل القوانين والقرارات والمؤسسات الدولية"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لمحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب في محكمة الجنايات الدولية على جرائمهم ضد الإنسانية.

وأكد قاسم أن هذه الجرائم لن توقف سعي الشعب إلى نضاله العادل لاسترداد أرضه ومقدساته وإقامة دولته وعاصمتها القدس.

وفي السياق ذاته، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس الإضراب الشامل ليوم واحد على روح الشهيدين كريم قواسمي ويامن جفال، اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال أمس (السادس من آذار2022).

وفي بيان وصل "الرسالة نت"، أعلنت عن إضراب شامل حدادًا على روحهما، داعية جميع أبناء الشعب الفلسطيني للنفير العام والمواجهة المباشرة مع المحتل رداً على جرائمه.

يذكر أن الشهيد قواسمي ارتقى برصاص الاحتلال عقب تنفيذه عملية طعن أسفرت عن إصابة شرطيين قرب باب الأسباط، في حين ارتقى الطفل بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه من كمين.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من سياسي

البث المباشر