قائد الطوفان قائد الطوفان

أحداث الشغب في الملاعب.. اتهامات ومطالبات ومعارضات و(5) فئات تتحمل المسؤولية؟

كتب/ علاء شمالي:

زادت حدة أحداث الشغب في ملاعب غزة، في الفترة الأخيرة، وامتدت بين معظم عناصر المنظومة الرياضية وسط سماع مطالبات ومعارضات واتهامات، فمن يتحمل المسؤولية؟!

شغب الملاعب في كل العالم يكون سببه انعدام أو تدني الثقافة الرياضية لدى المنظومة بكل أركانها بدءًا من الاتحاد والأندية واللاعبين مروراً بالجماهير.

ومع كل حدث في ملاعب غزة تظهر الاتهامات المتبادلة بين كل الأطراف وكأن طرفاً انتصر على الآخر في رياضة الأصل أنها تجمع ولا تفرق، ونتقبل الخسارة كما نتقبل الفوز.

ما حدث في ملاعب غزة مؤخراً أمر "مخزٍ" ويندرج تحت مسمى "مهزلة" يتحمل مسؤوليتها كل من له علاقة في المنظومة الرياضية دون أن تكيل الاتهام لطرف على حساب آخر.

وخرجت مطالبات سريعة باستكمال مباريات الدوري دون جمهور حتى لا تستمر هذه الأحداث، لكن اتخاذ هذا القرار ليس سهلاً، خاصة أن الجهور ليس السبب الوحيد والرئيسي في الشغب.

اتحاد كرة القدم

اتحاد كرة القدم يتحمل الجزء الأول من المسؤولية فيما يحدث بعدم إحكام قبضته على المنظومة الرياضية وتطبيق اللوائح والقوانين "قولاً واحداً" دون تبديل أو تغيير، ولعل هذا تسبب في بعض التجاوزات، وهو الأمر الوحيد الذي من الممكن أن يكون في حكم الاتحاد للتخفيف من حدة الشغب الجماهيري.

الاتحاد أحياناً يتعامل "بالخاطر" لبعض عناصر المنظومة وربما يكون ذلك "بحسن نية"، وإن كنت أعتبره "قصوراً"، لكن الاتحاد لم يوجه بعض اللاعبين لاستفزاز الجماهير، أو بعض المدربين لمهاجمة الحكام، أو بعض الكوادر للاشتراك في العراك والشغب.

إدارات الأندية والكوادر

مهام إدارات الأندية لم تقتصر على حضور المباريات أو الظهور الإعلامي أو بعض المهام الإدارية، بل يصل ذلك لحد أن كل الإدارات مطالبة بالحد من الشغب الجماهيري وأسبابه (الجمهور، واللاعبون).

إدارات الأندية يبدو أنها فقدت سيطرتها وقدرتها على منع الشغب الجماهيري أو الحد منه، على الأقل، لذلك أصبح المطلوب ضرورة التأثير على الجماهير وفرض السيطرة بأي طريقة.

كوادر الأندية لديهم تأثير يكون أحياناً أقوى من إدارات الأندية في فرض السيطرة والتخفيف من حدة شغب الجماهير واللاعبين، لكن الأمر تحول مؤخراً لمشاركة بعض الكوادر مباشرة في العراك والضرب والمشاهد المخزية.

اللاعبون

ما لا ينتبه له كثيرون وما أثبتته السنوات الماضية أن كثيرا من اللاعبين هم سبب رئيسي في أحداث الشغب التي تحصل في الملاعب بإثارة الجماهير على المدرجات واستفزاز لاعبين آخرين داخل الملعب.

ولا يشعر اللاعب بمسؤولة أنه شخص بمهمة لاعب فقط داخل الميدان، ولا يدري أنه ممكن أن يكون سببا في شغب جماهيري طاحن أو مشكلات كبرى تؤدي لإصابات أو كوارث لا تحمد عقباها "لا سمح الله".

من يقرأ هذه النقطة بالذات سيتذكر سريعاً بعض أسماء اللاعبين "المتخصصين" في إحداث الشغب وإثارة الجماهير، دون أدنى مسؤولية في احتواء أي أزمة داخل أو خارج الملعب، وعلى الجانب الآخر ترفع القبعة لأهل الأخلاق.

الجماهير

تاريخياً، يعتبر جمهور كرة القدم أحد أبرز أسباب الشغب الجماهيري في كل العالم وهو ما ظهر أيضاً في ملاعب غزة التي عانت من شغب الجماهير والتخريب الدائم دون حدود أو حلول.

وانطلقت كثير من المبادرات لتخفيف حدة شغب الجماهير وتوسيع ثقافة تقبل الغير والمنافسة الشريفة وتقبل الخسارة قبل الفوز، دون أن يكون ذلك محركا إيجابيا لتخفيف أو وقف الشغب الجماهيري في الملاعب.

وفي كل موسم تتكرر مشاهد الشغب الذي يصل لحد الشتم والقذف بهتافات جماعية دون احترام للمعنى الحقيقي للرياضة التي باتت تعاني على داخل المستطيل الأخضر من اللاعبين وعلى المدرجات من الجماهير التي لا زالت تُصر على استخدام المفرقعات النارية الخطيرة وتخريب بعض الملاعب.

صراعات السوشيال ميديا

ولا يكاد يمر يوم أو ساعة أو حتى لحظة دون أن تشاهد صراعات مواقع التواصل الاجتماعي بين الجماهير والصفحات في النشر والتعليق وهو ما يساهم في شحن وتأجيج النفوق وفقد السيطرة على أي تصرف يحدث على المدرجات.

ولا يقف الأمر عند حد الجماهير بل يشارك في صراعات "السوشيال ميديا" الكثير من الكوادر وأعضاء الإدارات وغالبية اللاعبين الذين يدخلون في نقاشات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الكره والغضب الذي ينعكس على التصرفات في المباريات.

البث المباشر