قائمة الموقع

أهالي جبل المكبر يتوحدون ضد الهدم الذاتي

2022-03-09T15:52:00+02:00
الرسالة نت-رشا فرحات

يواصل أهالي حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، منذ الشهر الماضي احتجاجهم على سياسة الهدم التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق أهالي الحي، ويتهدد الهدم هناك نحو 70 منزلاً.

وقد تصاعدت في الأشهر الأخيرة عمليات الهدم في جبل المكبر، فيما يرفض رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس موشيه ليون الاستماع إلى مطالبهم.

وقد نفذ أهالي الحي ثاني تظاهرة احتجاجية في أقل من أسبوع رافعين شعار " لن نهدم بيوتنا بأيدينا"، ومتجمهرين أمام مبنى بلدية الاحتلال تنديداً بسياسة الهدم والحملات المكثفة لمصادرة الأراضي من أجل تنفيذ أكبر مشروع استيطاني وهو المعروف بالحي الأمريكي.

وكانت سلطات الاحتلال قد أقرت، في العام 1996، إقامة هذا الطريق الاستيطاني، بعدما صادرت نحو 1070 دونماً من أراضي بلدات العيزرية، والسواحرة، وأبو ديس والطور، وذلك بهدف ربط المستوطنات جنوب القدس بمستوطنة "معاليه أدوميم"، وبما يرسم "حدود مدينة القدس" ويعزلها عن مدن وقرى جنوب المدينة.

ويلتهم "الطريق الأميركي" مئات الدونمات من أراضي قرى صور باهر وإم ليسون وجبل المكبر، ويعزل قرية الشيخ سعد عن المكبر وصور باهر.

محمد بشير أبو عمر، المتحدث باسم أهالي جبل المكبر، أكد أن الحراك في جبل المكبر رفضٌ لسياسة تهجير المقدسيين عموما وليس في جبل المكبر فقط، وهو ميثاق جامع يرفض الهدم الذاتي ويرفض دفع الغرامات أصدرته عشائر السواحرة بالتعاون مع أهالي جبل المكبر.

وتمنى أبو عمر على أهالي القدس جميعهم المشاركة في هذه المبادرة والوقوف صفًا واحدًا لوقف قرارات بلدية الاحتلال والتوقيع على الميثاق الرافض للهدم القسري الذاتي وإصدار تراخيص للبيوت التي يرفض الاحتلال ترخيصها منذ سنوات دعماً للاستيطان.

وتتعامل بلدية الاحتلال مع مناطق القدس بفرض قوانين الحد من البناء وتهجير أهالي الأحياء في البلدة القديمة خارج الجدار لتفريغ 40% من عدد سكانها في صراع ديمغرافي هو هدف الاحتلال الأول.

وأوضح أبو عمر أن بلدية الاحتلال تطبق خطة استيطانية تبدأ برفض إعطاء الترخيص بالبناء مرورا بقرار الهدم الذي تحمّل المقدسي كافة تكاليفه، مؤكداً أن الاحتلال تمادى في إجبار المقدسيين على الهدم الذاتي حينما رأى أن هناك تجاوباً من السكان خوفاً من دفع ضرائب وتكاليف أكثر في حالة عدم التنفيذ، لذلك جاءت هذه المبادرة التي ينبغي لها أن تعمم على جميع مناطق القدس المهددة بالهدم.

ناصر هدمي، المختص بقضايا القدس، لفت إلى أن المبادرة أتت في محاولة لمقاومة ما يمكن مقاومته، وبدأت برفض الهدم الذاتي نظراً لأن الاحتلال يريد منها تدمير نفسية المواطن المقدسي، بالإضافة الى تذكيره بالأجور المرتفعة للآليات التي سيدفعها لو هدم الاحتلال المنزل.

ويرى الهدمي أن الذي هدم بيته بيديه قد حفر أثراً لا يُنسى في عقله وقلبه ويؤثر على حالته المعنوية.

ويقول: "حسب المعلومات، لا يوجد مقدسي هدم منزله بيديه وقد أعاد بناءه، على العكس من المقدسي الذي هدم الاحتلال بيته، فقد خلقت طريقة الهدم في داخله تحدياً للاحتلال، فأعاد بناء البيت كل مرة".

وهذه السياسة يعلم الاحتلال نتيجتها جيداً وهي قتل الروح المعنوية لدى المقدسيين وردعهم، إذ يرى إأنها الطريقة الأكثر جدوى، لأن المواطن سيتذكر كل مرة أنه هو من هدم المنزل، وحالته النفسية التي خلفت معاناة وقهراً لديه منتعته من البناء مرة أخرى.

لا زالت المبادرة بأولها، وفق الهدمي، والمقدسيون يترقبون نتائجها، لأنها تمس أهم قضية يعانون منها، معتقداً أن إصرار أهالي جبل المكبر سيجعل المبادرة تنتقل إلى المناطق الأخرى في القدس، ويتوقع أن تشارك فيها أحياء أخرى لمقدسيين مهددين بالإخلاء والهدم وتحويل بيوتهم للاستيطان.

اخبار ذات صلة