هدم الاحتلال اليوم المواطن أدهم بشير، في بيته الذي طالما صمد في جبل المكبر، أما تهديدات الاحتلال بهدمه منذ سنتين، بالإضافة إلى نيته هدم خمسة بيوت أخرى كان قد أعلن عنها بالأمس.
وأعلنت مصادر في الهلال الأحمر بالقدس عن إصابة 30 مقدسيا برصاص الاحتلال المطاطي، خلال مواجهات في بلدة جبل المكبر، بالقدس المحتلة، فيما منع الاحتلال الطواقم الصحفية، من تغطية عملية الهدم المستمرة، في حي بشير في البلدة.
"بدأوا بهدم المحلات التجارية، يريد الاحتلال أن يتوجه المقدسي إلى المشاريع الاقتصادية (الإسرائيلية) لذلك يستهدف المحلات والمشاريع التجارية الخاصة بالفلسطينيين في جبل المكبر، ولكننا نرفض"، هذا ما قاله المقدسي أحمد السرخي وهو يحث سكان جبل المكبر على الصمود وعدم الاستسلام.
منذ سنوات لا يعطي الاحتلال تراخيص للبناء في البيوت ولا للمحلات التجارية، كما لا يوجد في البلدة سوى أربع محلات تقدم خدمات لأربعين ألف نسمة هم سكان جبل المكبر المقدسيين.
وهكذا على أهالي جبل المكبر أن يحاربوا ليعيشوا، والصمود حرب، والعمل والبناء لعشرات المرات بعد الهدم صمود في معركة طويلة هدفها تهويد القدس.
يقول إبراهيم بشير صاحب المنزل الذي يهدد الاحتلال بالهدم: "قبل يومين أعطونا إخطارات إخلاء للبيوت، اضطررنا للإخلاء، توجهنا للمحاكم، دفعنا مخالفات قيمتها آلاف الشواكل، نقدم طلبات تقابل كلها بالرفض، نحن المقدسيين نعاني من هجمة شرسة ممنهجة، لا نريد أن نُهجّر مرة أخرى، يكفي هجرة في عام 1948".
قرارات الاحتلال كثيرة ولا خيار أمام أهالي جبل المكبر سوى الصمود، وكأن كأس الهدم تمر على الجميع فيشربون منها تباعا، وحتى الآن قدمت إخطارات لستة مقدسيين لإخلاء منازلهم في بلدة جبل المكبر تمهيدا لهدمها، منهم: إبراهيم بشير وزيد بشير وعثمان عويسات وإيهاب الحصيني، أما منزل أدهم بشير فهو الذي هدمه الاحتلال اليوم.
وتضامنا مع أهالي جبل المكبر أطلق مقدسيون دعوات للرباط ومؤازرة الأهالي في بلدة جبل المكبر، تعبيرا عن رفضهم لمجزرة الهدم وامتدادا لعصيان مدني أعلنه الأهالي الأسبوع الماضي في جبل المكبر وشعفاط وعناتا.
وحسب لجنة المتابعة في جبل المكبر، فإن 800 وحدة سكنية مهددة بالهدم في البلدة لصالح بناء مراكز تجارية و500 وحدة سكنية ضمن عمارات مشتركة للمستوطنين، وفي سبيل ذلك ستحرم عائلات كاملة من جبل المكبر من التوسعة العمرانية.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" 43 عملية هدم نفذتها قوات الاحتلال بحق مساكن ومنازل الفلسطينيين في الضفة والقدس منذ بداية عام 2023، منها 10 في القدس المحتلة.
بدوره أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي في مقابلة مع (الرسالة)، أنّ سلطات الاحتلال تعيش معضلة حقيقية في مدينة القدس المحتلة، وذلك بسبب تواصل عمليات المقاومة، والتي كان آخرها عملية الدهس التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة 6 آخرين.
هذه الأزمة التي كان يعتقد الاحتلال أنها انتهت بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة له جعلته يجن، وبالتالي فإن هدفه الأساسي الآن الانتقام من أهالي القدس، حتى أن هناك بيوتا مرخصة دخلت ضمن خطة الهدم في جبل المكبر، على حد قول الهدمي.
ويرى الهدمي أن مشروع الاستيطان والهدم في القدس تركز في جبل المكبر، وهو بداية سلسلة التهويد والانتقام، مبينا أن الحكومة العنصرية الفاشية ستفاقم الأمور وتصل بها إلى حد الانفجار لأن القدس شكلت عقدة لذا يسعى إلى تهويدها لأنه ببساطة فقد السيطرة عليها.
المخطط الجديد في جبل المكبر يشكل بناء مائة وحدة سكنية جديدة و275 غرفة فندقية بهدف توسيع المستوطنة لتصل الى مساحة 114000 دونم وهي مستوطنة (نوتسيوم).
من المقرر أن تكون مستوطنة (نوتسيوم) الأكبر شرقي القدس، في مخطط وصف بالخطير جدا لأنه سيعمق حضور شرطة الاحتلال مقابل تقييد حركة الفلسطينيين في جبل المكبر.