قائمة الموقع

مقال: أمريكا والنيتو صراع العقوبات قد يفشل

2022-03-09T19:06:00+02:00
خالد النجار
خالد النجار

بدأت تداعيات العقوبات الاقتصادية تعطي انعكاسًا سلبيًا على القرار الدولي، على الرغم من حالة التوافق التي ظهرت في أول محطة للعمليات الروسية في اوكرانيا، والتحالف الدولي في فرض أضخم عقوبات تاريخية لردع روسيا وإيقاف عملياتها العسكرية، إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال، ولم يفلح النيتو الذي ترعاه مصالح الولايات المتحدة في اورويا من تحقيق أهدافه وإن كانت بالحد الذي فاجأ الإدارة الأمريكية والاتحاد الاوروبي. 

وفي صبيحة اليوم حاولت بولندا بناء جسرًا جويًا من خلال إمداد الجيش الأوكراني بطائرات "ميج 29" المقاتلة، الأمر الذي رفضته كل من (ألمانيا، والولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا)، معتبرين أن دعم سلاحًا هجوميًا لأوكرانيا هو بمثابة إعلان حرب عسكرية على روسيا، وهو ما سيغير كل تفاصيل المعركة السياسية والعسكرية، ويمنح "بوتن" استخدام أسلحة الردع الاستراتيجي. 

كما تَعتبر كل من ألمانيا والولايات المتحدة أنه بالإمكان تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، وفي تقديراتهم العسكرية أن الأمر يتعلق فقط بعامل الزمن وتأخير الجيش الروسي من الوصول إلى العاصمة "كييف" والإطاحة بالنظام، بينما تحاول بولندا تغيير وجهات نظر أعضاء النيتو وتجبرهم على تنفيذ هذه المهمة وهي الأخطر منذ بدء العمليات الروسية في أوكرانيا. 

بولندا تُعتبر من بين المتضررين في هذه الأزمة، نتيجة غرقها بملايين النازحين الأوكرانيين، واستخدام مجالها الجوي لطائرات المراقبة التابعة لحلف النيتو، التي تراقب ما يدور على الحدود البولندية، وتحمي شاحنات الأسلحة التي تمر عبر الحدود إلى أوكرانيا، وتوجه أنظار العالم إلى هجرة واسعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ أوروبا التي عادت إلى الحروب التاريخية والصراعات العرقية، وهيمنة القوة على الأقلية. 

ما يحدث اليوم بدأ يقلق الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، فقد رفضت فرنسا وهولندا القرار الأمريكي الذي يمنع دول أوروبا استيراد الغاز والوقود الروسي، حيث ذكر وزير الخارجية الهولندي "أن هذا الأمر يتعلق بهولندا ولا يتعلق بأحد ولا أحد يستطيع أن يجبرنا على عدم استيراد الطاقة"، هذه الرسالة ستدق أبواب الزنازين الأمريكية التي قيدت حرية قادة وزعماء الغرب المنبطحين أمام الاستعلاء الأمريكي، وهو نقطة تحول مهمة في السياسة الدولية. 

ما زلنا حتى اللحظة في انتظار القرار العربي الذي يحيطه الكثير من الغموض والشك، لكنني أكثر إيمانًا أن هناك مفاجئات تلوح في الأفق، ستغير موقف الدول العربية الداعمة للإدارة الأمريكية، وقد يكون هذا العام هو العام الذي سيشهد تغيرات استراتيجية في كل مكان حول العالم. 

الدبلوماسية تأخذ مساحة واسعة كما الحرب، وما نراه لم نكن نراه، وما نسمعه لا يمكن أن يعبر عن الكثير من الحقائق التي تدور في فلك الدبلوماسية الروسية وحلفاءها الذين التزموا الصمت، ولم يكشفوا عن أي مستوى في تخطيط العملية السياسية والعسكرية، وصولاً إلى خفض الكرملين من تسليط الضوء على الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن" وكبار الشخصيات في وزارة الدفاع، وهو ما يربك الإدارة الأمريكية، ويجعلها تفكر بما يفكر به بوتن، وما يخفيه عنهم، لأنهم متيقنين تمامًا أن ما خفي أعظم.

اخبار ذات صلة