الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو غيره مِن الرؤساء ،الزعماء،الحكام ، أيًّا كان الفاعل السياسي أو الدولة التي تُقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلي الغاصب سواء علاقات سياسية،اقتصادية،تقنية،عسكرية، دبلوماسية وما شابه ، فهو مرفوض ومستنكر ومُدان بكل الأشكال والألوان واللغات .
فالقضية الفلسطينية ثابت من ثوابت الأمة الإسلامية والعربية ، والتي لا تقبل التجزئة والتفريط والتهاون بمكانتها وحضورها في قلبِ كلِّ عربيٍّ حرٍّ شريف ، ومن يُطبِّع ويقيم علاقات مع عدوها إسرائيل فهو خائن قولًا واحدًا لأن التطبيع خيانة ولا تتشرّف فلسطين به ، كيف لا وهي الرافعة لكل من يتمسًّك بالدفاع عنها ونُصرتها ورفع علمها ، والعكس تمامًا لكلِّ من يعترف بالعدوالصهيوني فهو يُقِر و يُنشِىء مصالح وعلاقات على حساب دماء شهدائها الذين ارتقوا على أرضها ،وسالت دماءهم الطاهرة الشريفة لأجل نيل شرف الدفاع عن مقدساتها المغتصبة .
وما حدث من زيارة رئيس الكيان الصهيوني المحتل إسحاق هرتسوغ إلى تركيا ، واستقباله من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة ، بِحفاوة وتشريف أشبه باستقبال الفاتحين
لهو واقعة و صدمة سياسية أصابت قلب فلسطين وثوابتها المُقدَّسة بخيبةِ أمل ، وقد كانت تأمل منه وتتطلّع إليه ؛ بأنّه خليفة المسلمين وحليفها في وقت حروبها واعتداءات الصهاينة على شعبها وأهلها المرابطين فيها ، لكنَّ استقباله لقاتل أطفالها وشيوخها أزال الستار عنه و كشف عورة مواقفه السياسية تجاه القضية الفلسطينية .
ويُذكر بأنّ زيارة تركيا من قِبل الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ جاءت لأول مرة منذ 15 عامًا ، وقد وصفها رئيس تركيا أردوغان بالتاريخية ، خاصة وأنّ العلاقات التركية الإسرائيلية كانت متوترة سابقًا إزاء قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على سفينة الحرية مرمرة بالقُرب من شواطئ قطاع غزة وقتله 10 مواطنين أتراك .
وحول ردود الفعل الغاضبة والرافضة لزيارة الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ واستقباله من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شهدت العاصمة التركية أنقرة ،إضافة إلى اسطنبول ومدن تركية أخرى، وقفات احتجاجية ومظاهرات خرجت للتعبير عن حالة الرفض واستنكارا للزيارة ، وتم خلالها حرق العلم الإسرائيلى في تركيا .
وعلى ضوء هذا التقارب والتطبيع التركي الإسرائيلي والذي يعتبر من ضِمن المتغيرات السياسية والإقليمية والدولية في المنطقة المُتوترة ، والتي تسعى فيها الولايات المتحدة الأمريكية إلى بسط نفوذها ومد أذرعها الصهيوأمريكية في العالم العربي والإسلامي بشتّى المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية ، و قد ظهر ذلك بوضوح من خلال المحاولات الحثيثة للكيان الصهيوني بزرع وفرض تواجده كسرطان مُستشري في قلب الدول العربية والإسلامية التي أعلنت انجرارها خلف قطار التطبيع الصهيوني وانحدارها من خانة المناصرين للقضية الفلسطينية وثوابتها إلى مربع المتخاذلين عن نُصرتها والدفاع عنها وتحريرها من دنس الصهاينة المعتدين .
وعلى الرغم من سقوط اللثام عن الوجه العربي والإسلامي المُنحاز إلى عدو الأمة ، ستبقى فلسطين حيَّة قوية بأرضها وشعبها ومقدّساتها ، بِمسجدها الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، بِقُدسها العاصمة الأبدية الحُرّة الأبية ، والتي لا تقبل الخضوع والركوع لمحتلٍ قاتل مجرم .
ويبقى التساؤل حول التطبيع التركي الإسرائيلي مطروح على الطاولة ومرهون بالتطورات والمستجدات السياسية وما تحمله الأيام القادمة من تفاصيل أخرى