قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: بين أربيل وسوريا.. رسائل إيران و"إسرائيل" بالنار

بقلم: محمد عطا الله

على وقع هجمات الصواريخ البالستية الإيرانية التي ضربت قواعد أمريكية في أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق، استفاق العالم الذي يترقب الحرب الروسية على أوكرانيا والتي تدخل يومها الثامن عشر.

ورغم الإعلان العراقي بأن ما يزيد عن اثني عشر صاروخا بالستيا ضربا القنصلية الأمريكية في أربيل، فإن مصادر إيرانية تقول إنه استهدف قواعد إسرائيلية سرية ومواقع تابعة للموساد الإسرائيلي وتعمل تحت غطاء القنصلية الأمريكية.

وترسم الصواريخ البالستية الإيرانية قواعد اشتباك جديدة ونقلة في الصراع بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة الاحتلال، التي تعتبر نفسها صاحبة الذراع الطويلة وتضرب يدها في كل مكان.

ومن المهم ذكره أن القصف الإيراني يأتي بعد أيام قليلة من الإعلان عن ارتقاء عنصرين للحرس الثوري الإيراني في قصف إسرائيلي، على أهداف في سوريا، وكانا يعملان في مشروع تحسين دقة الصواريخ الذي توليه إيران و"حزب الله" اللبناني أهمية كبيرة، وتعتبره "إسرائيل" خطاً أحمرا، ويدخل ضمن منع تزود "حزب الله" بأسلحة كاسرة للتوازن.

ومنذ أيام ترفع "إسرائيل" حالة التأهب على حدودها الشمالية وتستنفر وحدات الدفاع الجوية والسيبرانية تحسبا لأي رد إيراني بعد البيان الذي أصدره الحرس الثوري الإيراني وتهديده بأنّ "إسرائيل ستدفع ثمن هذه الجريمة".

وما لا يمكن تجاهله أن القصف الإسرائيلي لأهداف إيرانية في سوريا وحتى العراق، يأتي في ظل العجز الإسرائيلي بتوجيه أي ضربة للبرنامج النووي الإيراني وفي ظل تطوير إيران لقدراتها العسكرية والأداء الغير مسبوق في ترسانتها.

وتدرك "إسرائيل" أن توجيه أي ضرب للجمهورية الإسلامية في هذا التوقيت من شأنه أن يدفع لسيناريو الهلاك الذي يخشاه الاحتلال الإسرائيلي والمتمثل في اشتعال حرب متعددة الجبهات لا يقوى الكيان عليها وقد تكون مقدمة لإزالته من الوجود.

ويرسخ هذا الرد الإيراني قواعد جديدة في المعركة التي تدور رحاها خارج الأراضي الإيرانية وفلسطين المحتلة، لا سيما وأن الاحتلال كان يعتقد بأن قدرات إيران في سوريا تضررت بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري قاسم سليماني، ولم تنجح في تنفيذ خطتها للتموضع عسكرياً في سوريا.

اللافت أيضا أن إيران أرادت هذه المرة ضرب عصفورين بحجر واحد، وتوجيه رسالتان في آن واحد وبنفس السياسية التي تمارسها "إسرائيل" في "ضرب أهداف العدو خارج أراضيه" لذلك كان الاستهداف لقواعد أمريكية تضم داخلها قواعد إسرائيلية وعناصر للموساد في أربيل.

في النهاية ستبقى "إسرائيل" تتوارى خلف حليفها الأمريكي الذي بات تركيزه الأكبر على تحركات الدب الروسي في أوكرانيا، ويمكن استنباط ذلك من حديث مراسل القناة 13 العبرية الذي قال إذا لم ترد الولايات المتحدة على الهجوم الصاروخي الإيراني على القنصلية الأمريكية في شمال العراق ردا مناسبا، فسيكون الإيرانيون أكثر جرأة بعد ذلك وسيحاولون شن هجوم مماثل على أهداف غربية و"إسرائيلية" في الشرق الأوسط.

البث المباشر