تكتوي دول العالم بالارتفاع المتواصل لأسعار السلع الأساسية والمحروقات، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثّر سلاسل الإمداد والكميات المصدّرة من الدولتين.
ويعتبر قطاع غزة، أقل المناطق تضرراً من ارتفاع الأسعار، بفعل توفر مخزون من السلع لعدة شهور، وتوزيع "الأونروا" المساعدات الغذائية، وتحمّل الحكومة التكاليف الإضافية على المحروقات.
وتجدر الإشارة إلى أن قرابة 60% من سكان قطاع غزة يستفيدون من المساعدات الغذائية التي تقدمها "الأونروا" كل ثلاثة شهور.
ضبط الأسعار
بدوره، ذكر المختص في الشأن الاقتصادي الدكتور أسامة نوفل أن الأزمة عالمية وتطال السلع كافة وليست الأساسية فقط.
وقال نوفل في حديث لـ "الرسالة نت": "قطاع غزة تأثر بفعل الأزمة لأن الجزء الأكبر من السلع يتم استيراده من الخارج، والحكومة اتخذت جملة من القرارات لكبح جماح الغلاء".
وأوضح أن أولى الخطوات تتمثل في إعفاء التجار من الضرائب على السلع الأساسية لزيادة المخزون الاستراتيجي، وكذلك تجميد الارتفاع على أسعار المحروقات وتحمّل التكاليف الإضافية".
كما عملت الجهات الحكومية على توزيع قائمة استرشادية ووضع سقف سعري لكل السلع الأساسية، وإجراءات رادعة للتجار المخالفين وتحويلهم للقضاء، وفق نوفل.
وأضاف: "حتى مع ارتفاع أسعار القمح عالمياً، قلّلت الحكومة وزن ربطة الخبز قليلاً دون رفع ثمن الربطة".
وتوقّع نوفل أن تشهد الأسعار العالمية مزيداً من الارتفاعات في ظل استمرار الحرب، وهو ما قد ينعكس على الأسعار المحلية، "ولذلك المشكلة في المستقبل تتمثل في ارتفاع الأسعار وندرة هذه السلع".
وتورّد روسيا وأوكرانيا قرابة ثلث الإنتاج العالمي من القمح، و20% من إنتاج الحبوب، في حين يعتبر النفط والغاز الروسي مهماً جداً لدول العالم وخصوصاً أوروبا التي تستورد 40% منه.
في حين، قالت وزارة الاقتصاد بغزة، إن غالبية أسعار المواد الأساسية في قطاع غزة، ارتفعت على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأوضحت الوزارة أن أسعار الدقيق والطحين ارتفعت بدرجة ملحوظة لأكثر من 30% في العالم، مرجعًا ذلك إلى أن أكثر من 35% من الدقيق المستورد في العالم يأتي من خلال روسيا، ويقع عليها حاليًا حظر.
ومحليا، فإن ارتفاع أسعار هذه السلعة لم يتعد 9%، "في حين أسعار الدقيق ارتفعت لدى الاحتلال بنسبة 18%".
وحول أسعار الدقيق في الأسواق قالت الوزارة: "كيس الدقيق بوزن 50 كيلو جرام، كان يورد إلى المخازن بسعر 88، وارتفع حاليًا ليصل إلى 97، ويباع للمستهلك ما بين 100 إلى 102 شيكلاً، وبالتالي هذا الارتفاع هو أقل من 9%".
أما سعر كيس السكر وزن 50 كيلو جرام يبلغ 125 شيكلاً للمواطن، في حين يبلغ سعر الرطل من السكر 8 شواكل للمستهلك كحد أقصى للبيع.
وبشأن أسعار مواد البناء، فإن هناك ارتفاعا جنونيا بأسعارها عالميا، سواء على صعيد الحديد أو الأسمنت، في حين وصل سعر الطن من الحديد إلى 1000 شيكل.
وفي سياق متصل، أكد جهاز الاحصاء الفلسطيني استمرار ارتفاع مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك خلال شهر شباط، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الخضراوات والدجاج والمحروقات السائلة.
وقال الجهاز في بيان له إن السبب الرئيسي لارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلك لشهر شباط 2022 في فلسطين بشكل أساسي يعود لارتفاع أسعار الدجاج الطازج بنسبة 6.77%، وأسعار الخضراوات المجففة بنسبة 6.41%، وأسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "الديزل" بنسبة 3.40%، و"البنزين" بنسبة 2.71%.
وكذلك ارتفاع أسعار الخضراوات الطازجة بنسبة 2.39%، وأسعار البيض بنسبة 2.05%، وأسعار المشروبات غير الكحولية "المرطبة" بنسبة 1.79%، "حيث ارتفعت أسعار العصائر بنسبة 3.19%، وأسعار المشروبات الغازية بنسبة 1.16%"، وأسعار الغاز بنسبة 1.13%، على الرغم من انخفاض أسعار البطاطا بمقدار 7.28%.
ولفت الجهاز إلى أن أسعار السلع الآتية في فلسطين ارتفعت لتبلغ بالمتوسط؛ الدجاج 16 شيقل/1كغم، والبصل 3 شيقل/1كغم، والباذنجان 6 شيقل/1كغم، وفلفل أخضر حار 7 شيقل/1كغم، والبيض 15 شيقل/2كغم، وعصير توبيزينا 8 شيقل/1.5لتر.
وسجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين ارتفاعاً نسبته 0.61% خلال شهر شباط 2022 مقارنة مع شهر كانون ثاني 2022.