"ليسَ خافياً عليكم ما نواجهُه منذُ النكبةِ الفلسطينيةِ من قمعٍ وملاحقاتٍ ومصادرةِ أرضٍ وهدمِ بيوتٍ، ومحاولاتٍ مستميتةٍ من الحركةِ الصهيونيةِ وأداتِها إسرائيل لتغريبنا عن هويتنا، من خلال التحريضِ المباشرِ، وهيمنةِ الخطابِ العنصري ِّعلى وسائلِ الإعلامِ، ومحاولاتِ فرضِ مناهجَ تعليميةٍ هجينةٍ". بهذه الكلماتِ عبّر محمد بركة رئيسُ لجنةِ المتابعةِ العليا لشؤونِ الفلسطينيين في الداخلِ المحتلِّ عن واقعِ الفلسطينيينَ هناك.
لم يقتصرِ الواقعُ الفلسطيني وفقَ ما شخّصه بركة فحسب، بل تجاوزَ استباحةَ الاحتلالِ مساحةَ الواقعِ ليتغوّلَ على دماءِ الفلسطينيين هناك.
تغوُّلٌ رافقَ حالةَ التهجيرِ الدائمِ ومحاولةِ الردعِ في نفوسِ فلسطينيِّي الداخلِ، بحسبِ مسؤولينَ فلسطينيينَ في الداخلِ المحتلِّ، تجَسدَ مؤخراً في تنفيذِ جريمةِ إعدامٍ ميدانيةٍ بحقِّ الشابِّ سند الهربد 27 عامًا في النقبِ المحتلّ.
اغتيال متعمد!
عامر الهزيل، رئيسُ بلديةِ رهطْ سابقًا، علّق على حسابِه في فيسبوك بالقول إن "الشاباكَ يغتالُ الشهيدَ سند سالم الهربد يرحمه الله، قَتَلةٌ يغوصونَ في دمِنَا الفلسطينيِّ أينما كان".
وقال الهزيلُ إنّ "دمهُ في عنقِ حكومةِ بينت-عباس. منذُ إعلانِها قبلَ أشهرٍ مقابِلَ بيتِ الشهيدِ بدأَ الهجومُ على الفلسطينيينَ في النقبِ".
وتابع "الشاباك" بوحدةِ "المستعربينَ" يغتالُ ويقتلُ متعمداً وبدمٍ باردٍ سند سالم الهربد 27 عامًا، مضيفاً "من نادَى بإدخالِ الشاباكِ و"المستعربين" إلى مدنِنا وبلداتِنا: هذه هي النتيجة. وعليه استخلاصُ الدروسِ والعبر”.
ومع استشهادِ الشاب الهربد، يرتفعُ عددُ الشهداءِ الفلسطينيينَ الذين قُتلوا برصاصِ شرطةِ الاحتلالِ إلى 17 شهيداً بينهم 3 سيدات وطفل.
جريمةٌ ميدانية!
من جهته، قال رئيسُ بلديةِ رَهَطْ فايز اصبيهان، أنَّ شرطةَ الاحتلالِ أعدمتِ الشابَّ سند في جريمةٍ ميدانيةٍ مباشرةٍ.
وأوضح اصبيهان لـ"الرسالة نت" أنَّ الشهيدَ سند هو أبٌ لـ3 أطفال، ومعتقلٌ سابقٌ لدى الاحتلالِ على تهمٍ أمنيةٍ.
وذكرّ أنَّ شرطةَ الاحتلالِ تتذرعُ بأنه أطلقَ النارَ، رغمَ وجودِ إفاداتٍ من شهودِ العيانِ تنفي حيازتَه لسلاحٍ ناريٍ.
وأضاف: "يُفترضُ لو أرادتِ الشرطةُ اعتقالَه لفعلتْ؛ لكنّها قتلتهُ مباشرةً".
وأوضحَ أنَّ البلديَة طالبتْ بعملِ تحقيقٍ بالشرطةِ حولَ الجريمةِ، مشيراً لاجتماعٍ عُقد الساعةَ الثانيةَ عشرةَ من ظهرِ اليومِ لاتخاذِ خطواتٍ إجرائيةٍ ضدَّ هذهِ الجريمةِ.
واستُشهدَ الشابُّ سند سالم الهربد برصاصِ وحدةٍ إسرائيليةٍ خاصةٍ من "المستعربين"، بعدَ اشتباكٍ مُسلحٍ في المدينةِ، وفقَ مصادرَ طبيةٍ.
وزعمتِ الشرطةُ الإسرائيليةُ في بيانٍ، أنَ قواتِها تعرضتْ لإطلاقِ نارٍ خلالَ محاولةِ اعتقالِ شبانٍ في مدينةِ رهط.
محاصرةُ وجود!
بدوره، قال رئيسُ التجمعِ الديمقراطي الفلسطيني بالداخلِ المحتلِّ جمال زحالقة، إنّ السياساتِ "الإسرائيليةَ" تجاهَ القدسِ والنقبِ، تقومُ على سياساتِ دولةٍ وليس حكومة، "وهي سياسةُ محاصرةِ الوجود الفلسطيني بالداخل، تحديداً في النقبِ والقدسِ".
وأوضحَ زحالقة لـ"الرسالة نت" أنّ "هذهِ السياسةَ تهدفُ لمحاصرةِ الوجودِ الفلسطيني، وصولاً لتهويدِ الأرضِ، وتَظهرُ تجلياتُ ذاتِ السياساتِ تجاهَ أصحابِ البلادِ وهم الشعب الفلسطيني".
وذكر أن كلَّ الآمالِ التي عُقدت على أن هذه الحكومةَ "ستكون أقل عنصريةً من سابقاتها "تبددتْ، خاصةً أن البعضَ عقدَ آمالاً على انضمامِ القائمةِ الموحدةِ برئاسةِ منصور عباس وحزبِ ميرتس، وكان يعتقدُ أنهما قد يحدان من سياسةِ التغولِ الاستيطانيِّ وهدمِ المنازلِ".
وأكدّ أن ما حدث أثبتَ أنَّ كلَّ هذا الرهانِ لا أساسَ له من الصحةِ، وأنَّ هذهِ الحكوماتِ تفعلُ ما فعلتْه نظيرتُها السابقةُ.