قائمة الموقع

"زهرة الأقحوان".. أول تنظيم نسوي مقاوم

2022-03-16T10:56:00+02:00
الرسالة نت

 

الرسالة نت-رشا فرحات

جمعية سرية أقسمت على عدم البوح، وحملت اسم "زهرة الأقحوان"، وتأسست في يافا عام 1947 على يد الشقيقتين مهيبة وناريمان خورشيد، اللتين كان هدفهما في البداية هو النشاط التعليمي والفكري والخيري، ثم تحول إلى نشاط مقاوم مع بداية الاحتلال.

وبالفعل، قدمت الجمعية في بداياتها خدمات التمريض ومساعدة الفقراء والطلاب لكنها تحولت إلى العمل النضالي المسلح، الذي شمل شن عدة عمليات عسكرية، وانضم إليهما عدد من النساء الفلسطينيات، وبعض الرجال العرب والأجانب، بعد اتفاق ومراسلات بين الجمعية وبين الشيخ المقاوم عبد القادر الحسيني.

وتذكر مهيبة خورشيد في مقابلة وحيدة، أجرتها معها الباحثتان آمال الأغا ود. فيحاء عبد الهادي، ضمن مشروع "أدوار المرأة الفلسطينية منذ الثلاثينيات"، الذي أجرته إدارة تخطيط وتطوير مشاركة المرأة/ وزارة التخطيط والتعاون الدولي في فلسطين، بتاريخ 25-10-1998؛ أن هناك قسماً كانت تؤديه المنتسبات إلى الجمعية، وهذا يفسر عدم وجود مصادر منشورة بكثرة تتحدث عن عمل الجمعية، حيث كان نص القسم: "أقسم بشرفي وديني وملتي على موالاة مبدئي، وبذل الغالي والنفيس في سبيل الخير والمساعدة لكل محتاج وضعيف، أشهدت رب العالمين على ما ذكرت، كما أنني لا أبوح به حتى الموت"[1].

ولكن مهيبة خرجت عن صمتها قبل موتها وتحدثت مع شقيقتها ناريمان عن الأعمال النضالية التي كانت تقوم بها الجمعية[2].

كانت مهيبة خورشيد معلمة رياضيات، حصلت على دبلوم المعلمين من القدس، وعادت إلى يافا وعملت في العمل المقاومة، كما نشطت في مجال الرسم والنحت والعزف على الكمان، لكنها قررت التوجه للعمل العسكري، وبادرت مع شقيقتها ناريمان، وهما ابنتان لعائلة يافاوية ميسورة، لتأسيس المنظمة.

وكانت البداية عندما كانت مهيبة عائدة إلى منزلها من فصول التدريس في يافا، حيث رأت طفلاً، تلميذًا صغيرًا كان يُمسك بيد أمه قبل أن تغتاله رصاصة صهيونية حاقدة، سرعان ما انتفضت المعلمة، ولم تكمل رحلتها في التعليم، وكذلك لم تكمل شقيقتها عملها في أحد الشركات الكيماوية وبدأتا العمل للتصدي للعصابات الصهيونية المدعومة من المحتل البريطاني.

 

وحينما ضيق الاحتلال أكثر وبدأت عمليات التهجير العرقي الدامي في يافا انتقلت مهيبة خورشيد للعيش في مصر مع شقيقتها، كلاجئة فلسطينية حيث تزوجت وامتهنت التدريس، ولم يُسمح لها بالعودة إلى فلسطين إلى أن توفيت عام 2000، بينما عاشت شقيقتها حتى عام 2014.

وقد كانت سياسات التطهير التي مورست بحق المدينة قد دفعت أكثر من 50 ألفًا من السكان البالغ عددهم 70 ألفًا للتهجير القسري من منازلهم وبلدتهم.

تحدثت "ناريمان خورشيد" في مقابلة لها عن انضمام اثنتي عشرة عضوة إليهما، بعد نشر أهداف المنظمة ما بين آنسات يافا: "انضممت إلى أختي، ونشرنا الدعوة بين آنسات الطبقة المستنيرة في يافا، فانضمت إلينا اثنتا عشرة فتاة عربية، وقررنا مهاجمة الهاغانا في مواقعهم ومخابئهم وبنفس أسلحتهم، وتهيأت لنا الفرصة لنتسلح بالمدافع الرشاشة والبنادق والذخيرة، بعد أن تعلمنا إطلاق النار واستخدام السلاح"[3].

كما تتحدَّث "مهيبة خورشيد"، عن انضمام رجال عرب وأجانب إلى الجمعية، ويتبين من شهادتها أن الجمعية بأكملها، قد تحولت إلى العمل العسكري[4].

 

[1] عبد الهادي. فيحاء. أدوار المرأة الفلسطينية في الأربعينيات: المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية. رام الله: مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2006، ص. 48.

[2] المصدر نفسه. ص. 49-64.

[3] عبد الهادي. فيحاء. أدوار المرأة الفلسطينية في الأربعينيات: المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية. مصدر سبق ذكره. ص. 63.

[4] المصدر نفسه. ص. 60.

اخبار ذات صلة