استمرارا لمسلسل الفساد ومنح المقربين من مسئولي السلطة وعظم الرقبة مناصب مهمة، أدت رولا محيسن ابنة عضو اللجنة المركزية السابق في حركة فتح جمال محيسن، اليمين الدستورية أمام رئيس السلطة محمود عباس سفيرة للسلطة في السويد.
وشن النشطاء والمواطنون على منصات التواصل الاجتماعي هجوماً حاداً على عباس وحاشيته، الذين يتعاملون مع الوطن كأنه مزرعة خاصة، يعطي منها من يشاء ويمنع عنها من يشاء، ويُهدي المناصب للمقربين منه وعائلاتهم دون أي اعتبار قانوني أو مسوغ منطقي.
وكتبت الناشطة أسماء المدهون، ساخرة من هجوم فتح على بعض المرشحين للانتخابات المحلية، في وقت يسرق فيه المسئولون وأبناؤهم مناصب مهمة، وعلقت بقولها: "رولا بنت الراحل جمال محيسن عضو مركزية فتح تؤدي "اليمين" سفيرة لفلسطين لدى السويد، وقال ايش اليوم حاطين صورة لمرشح دكتور خليلي مع خاله في نفس القائمة واعتبروها عيب كبير، لسا خاله مش وزير وما عينه بالتزكية، هم نازلين انتخابات وتاركين الناس تختار، لما يكون الغلط من راسك لرجليك وتيجي تسوق الشرف".
أما المواطن علي بن سمير، فقارن أيضا بين مزاعم فتح بحرصها على الديمقراطية في وقت يستحوذ أبناء قادتها على مناصب عليا، وعلق قائلا: "قال عاملين انتخابات بلدية وبحسسوا الواحد إنهم ديمقراطيين ولاد غانتس، رولا محيسن أبوها مات وورثها سفارة".
أما المواطنة رولا إبراهيم حسنين، فسخرت من قيام رولا محيسن بحلف يمين كاذبة بأنها ستحرص على مصالح الفلسطينيين، وعلقت بقولها: ""أقسمت أن أسرق السفارة وأبو السفارة، رولا محيسن أبوها مات وورثها سفارة 💁♀️".
أما المواطن مهند قاسم، فعبر عن غضبه لاستمرار سلوك فتح بتوريث المناصب لأبناء القادة والمسئولين، وعلق قائلا: "بعدين بهالتوريث ي الله أي هي مزرعة ابوكم نفسي اشوف اسامي جديدة".
أما المواطنة هبة عواد، فأكدت ان عباس يوزع المناصب على المقربين منه، وعلقت بقولها: "رولا جمال محيسن تؤدي "اليمين" أمام الرئيس عباس سفيرة لفلسطين لدى مملكة السويد... رئيسنا فخر العرب بوزع مناصب هدايا".
أما المواطنة منة الجبري، فعبرت عن غضبها من سلوك محمود عباس الذي يتصرف وكأن فلسطين هي مزرعة ورثها عن أبيه، وعلقت بقولها: "بعد أيام من وفاة والدها عضو مركزية فتح جمال محيسن.. رولا جمال محيسن تؤدي "اليمين" أمام عباس سفيرة لفلسطين لدى مملكة السويد، مزرعة أبوك يعني يا عباس!".
أما المواطن أبو اسامة الحداد، فسخر من اختيار محيسن لشغل منصب سفير لدى السويد فقط أن والدها كان مسئولا كبيرا داخل فتح، وعلق قائلا: "والله تقول بيارة ابوهم، رولا محيسن ابنة فاتح القوقاز جمال محيسن سفيرتنا بالسويد".
أما المواطن وائل ادعيس، فسخر من استحواذ أبناء المسئولين على المناصب في الوقت الذي يتم فيه تهميش المناضلين الحقيقيين، وعلق قائلا: "ألف ألف مبروك وراثة المناصب، رولا جمال محيسن سفيرة فلسطين في مملكة السويد اللي بتعرفش انه في دولة اسمها إحنا.. الله يرحمك يا ابو الوليد ضليت عالتاكسي بتعرفش تصير قائد بحجم الوطن كان هلأ أنا سفير في جمهورية الفلبين".
أما المواطنة نور حداد، فأكدت أن الشعب الفلسطيني لا يستفيد مطلقاً من وجود عشرات السفراء للسلطة حول العالم، وعلقت بقولها: "شو رح يستفيد هالشعب من السفراء اكم فلسطيني عايش في جيبوتي والسويد واز باكستان والصومال وووو ولا بس زيادة مصاريف".
فساد محيسن
وكان جمال محسين حرص على تعيين أبنائه في وظائف عليا بالسلطة على الرغم من عدم كفاءتهم، فقد عين ابنه معتصم في منصب مدير عام الرقابة والتفتيش بوزارة الصحة.
معتصم الذي يعرف بصيته السيء بين زملائه، اعتدى في مايو 2020، بالضرب والشتم على مدير مجمع فلسطين الطبي الدكتور أحمد البيتاوي، بحضور وزيرة الصحة مي كيلة.
وذكر شهود عيان أن الاعتداء وقع أثناء اجتماع للوزيرة مع الأخصائيين، وبدأ بالشتم والسب ثم الانقضاض على الدكتور البيتاوي أمام زملائه الأطباء وبحضور الوزيرة.
يشار إلى أن معتصم حصل على درجة مدير في وزارة الصحة من جمهورية باكستان وعمل مباشرة بهذه الرتبة بعد عودته من باكستان، وحاول المذكور تعيين المقربين له داخل المجمع دون الإجراءات الإدارية، والتي رفضها الدكتور البيتاوي.
تعيينات أخرى
وأدى د. رويد أبو عمشة اليمين القانونية أمام محمود عباس، سفيرا لفلسطين لدى جمهورية جيبوتي.
كما أدى الدكتور جواد عواد اليمين القانونية أمام عباس سفيرًأ لدى جمهورية أوزبكستان.
تعيينات على المقاس
وكان الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان، أكد أن التعيينات والترقيات في السلطة يسيطر عليها الحزب الحاكم ويعين فيها موالين له، مؤكداً أن هناك تفرداً من رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس بتعيين معظم رؤساء الهيئات الحكومية.
وشدد أمان في مؤتمره السنوي بعنوان "نزاهة الحكم ومكافحة الفساد السياسي" على أن الخلفية الأمنية تبرز كمعيار أساسي في تعيين المحافظين وليس على مبدأ الكفاءة.
وكشفت أن لديها ملاحظات عن إساءة استخدام السلطة في بعض التعيينات أو إنهاء خدمات بعض الأشخاص دون أسباب مهنية معلنة مثل إقالة رئيس هيئة مكافحة الفساد ومحافظ سلطة النقد ورئيس المكتبة الوطنية.
وأوضح أمان أن شغل الوظائف العليا يستمر لبعض الأشخاص لسنوات طويلة مثل السفراء والمحافظين وبعض قادة أجهزة السلطة الأمنية ورؤساء بعض المؤسسات العامة غير الوزارية، وهذا من الممكن أن يخلق حتماً علاقة مباشرة وشخصية مع دوائر عملهم ما يوفر فرصاً لتضارب المصالح.
وبين أن هناك احتكارا واضحا للتأثير العالي من فئة قليلة من المتنفذين المقربين من دائرة صنع القرار مع تغييب لأطراف مجتمعية مؤثرة يمكن أن تساهم في بلورة القرارات لتصب في المصلحة العامة وتعزز ثقة الأفراد بالحكم.
الائتلاف أشار إلى أن هناك قادة أجهزة أمنية تجاوزوا المدد القانونية المنصوص عليها لهم كمنصب رئيس جهاز الأمن الوقائي والمخابرات العامة، ومدير عام الشرطة له أكثر من 13 عاماً في المنصب وقائد الأمن الوطني حوالي 10 سنوات.
المصدر: الشاهد