يقع جبل قرنطل قريبا من وادي القلط في مدينة أريحا بالضفة الغربية، حيث يبرز جبل شامخ بارتفاع 350 مترا يعرف بأسماء عديدة أشيعها “جبل قرنطل” لأنه يرتبط باسم دير قرنطل المحفور بين صخوره، ويحمل دلالات تاريخية ودينية تؤهله للظهور بوضوح على خريطة السياحة الدولية.
يعود تاريخ الدير الذي يطلق عليه أيضا “جبل التجربة” و”جبل الأربعين” إلى عام 325 . و تضم المنطقة الصحراوية الفلسطينية الواقعة بين القدس وأريحا ونهر الأردن مجموعة أديره قديمة يقال أنها بنيت في مكان تعبد سيدنا يحيى " يوحنا المعمدان "، ويقال أن تلك الأديرة قد اكتسبت شهرتها من السيد المسيح.
ويعتقد أن هناك قد تم تعميد سيدنا المسيح على يد يوحنا المعمدان في "المغطس" داخل نهر الأردن المجاور، وتجول فيها خلال ترحاله إلى القدس، وتحاول وزارة السياحة الفلسطينية أن تسجل المكان على لائحة التراث العالمي ضمن مجموعة "مدينة القمر" الأثرية في أريحا .
وفي الوادي السحيق بين القدس وأريحا والمعروف بوادي القلط تنتشر صوامع وأديرة أغلبيتها الساحقة للروم الأرثوذكس، وتتميز عن بقية أديرة العالم ببعدها عن التجمعات السكنية، وتواصل حياة الرهبنة فيها منذ قرون كثيرة، بعضها دون انقطاع، فهناك رهبان لم يخرجوا من الدير لسنوات طوال واستمروا على حياة العزلة والتقشف، ويرفضون مقابلة أحد.
ويبدو أن الرحلةإلى هناك جميلة وتستغرق وقتا طويلا في تسلق الجبل والصعود بالقرب من الأديرة المنشرة هناك، كما أن الوصول إلى سفح الجبل يقود إلى العديد من الكهوف المنحوتة في الصخر إضافة إلى عدد من الغرف التي تشير المعلومات التاريخية إلى بنائها في القرن الثامن عشر مما يشكل تحفة معمارية.
ويمكن أيضا الوصول إلى عشرات الكهوف الموزعة على أنحاء الجبل قيل إن رهبانا عاشوا فيها بينما يكتفي زوار الجبل بالنظر إلى كهوف أخرى لصعوبة بلوغها، ويتم التنقل بين الجبال عن طريق تلفريك أريحا.