من واقعِ أنّ اضطرابَ الظلامِ ينقشعُ بالصباحِ، جاءت "أصبوحة" لتغييرِ واقعِ الشبابِ العربي ِّ وتؤثرُ في حياتهم بنسبة (١٨٠) درجة لتجعلَ من القراءةِ ضرورةً، ليصبحوا أكثَر نضجاً وأكثرَ تطوراً .
بدأ مشروعُ صناعةِ القراء "أصبوحة180" في صيف 2015 ليغيرَ مفهومَ التعليمِ التقليديِّ، كتطويرِ للعملِ الطلابيِّ الجامعي، ومن ثَمّ الانتقال من حيزِ الجامعةِ إلى الوطن العربي أجمع، ليقضيَ على شبحِ الجهلِ الذي يخيمُ على الوطن العربي، وينتشرُ اليومَ في 51 دولةً حولَ العالم.
وتتلخصُ فكرةُ المشروعِ، كما يقولُ أحمد الشمري، مؤسسُ "أصبوحة 180"، إنها تتمثلُ في تكريسِ عشرةِ دقائقَ يومياً، ثمانيةٌ منها للقراءةِ من الكتاب الممنهج، ودقيقتانِ لكتابةِ الأفكارِ التي تُراوده أثناءَ القراءة.
وتابع: ما يميز المشروعَ أنك تقرأُ المعلومةَ والفكرةَ، وتمضغها وتنمِّيها بداخلك، ثمّ تسقطها على مجتمعك من خلال كلماتك.
وذكرَ "للرسالة نت" أن "أصبوحة 180" توفر للمنتسبِ عواملَ صناعةِ الفكرِ الثلاثةِ (أن تلتزم بالقراءة، ماذا تقرأ، وكيف تقرأ)، موضحًا أن ذلك يأتي وفق نظامٍ متقنٍ وشاملٍ، يحتوي على مناهجَ تناسبُ جميعَ الأطيافِ والأعمار، إذ يتم تجهيزُ القارئِ ووضعُ المنهجِ له.
ووفق الشمري، فإن "أصبوحة" تعيّن قائداً ملتزماً لكل طالب لتحفيزه على أداء وظيفته اليومية بالقراءة وتقييم تقدمه، ويكون هناك تقييمٌ أسبوعيٌ على شكل علاماتٍ مقسمةٍ بطريقةٍ دقيقةٍ، وتقييمٌ آخرُ شهريٌ شاملٌ للالتزام بالمشروع.
وبحسب الشمري، فإن المشروعَ يعمل منفرداً، دون دعم أي جهات سواء خاصة أو عامة، ويحاول أن يصنع له أثراً بالمجهودات الفردية، مبيناً أنهم سيحتاجونَ، في مرحلةٍ متقدمةٍ، للبحث عن دعمٍ حقيقيٍ في الجانب المعنوي والإعلامي والمادي، لتأسيس مواقع رسميةٍ وتطبيقِ هواتف ذكيةٍ وإنزالِ المشروعِ في كل مدرسةٍ وجامعةٍ وبيت، دون المساس بسير المشروع.
وعن أكثر المشاركينَ في المشروعِ، ذكر أنهم من الجزائر ومصر وسوريا وفلسطين، وغالبيتُهم من الإناث، مشيراً إلى أن ذلك سيأخذُ الأمةَ العربيةَ إلى التطورِ لأن الأم تقرأُ وبالتالي ستنشئ جيلاً قارئاً.
ويؤكد الشمري أن المشروعَ الذي يديره يأتي بهدفِ صناعةِ الفكرِ وتطويره؛ لذلك يتم الابتعاد عن الكتب التي لا تحملُ فكرةً ولا تسطرُ طريقاً ومنهجاً يناسب التعاليَم الدينيةِ والآدابَ العامةَ.
وأوضح أن المكتبة تضم مئاتِ الكتب ضمن خمسة عشر فئةٍ مختلفةٍ بصورة سلسةٍ ودقيقةٍ لتلائم جميعِ التوجهاتِ، منوهاً إلى أن اختيارَ الكتبِ يجري بعدة طرق منها ما يناسبُ اختيارَ القراءِ ومنها ما تستدعيه حاجةُ المشروع وتطويرُه وكل ذلك بإشراف لجنةِ الكتاب.
إحدى المشاركاتِ في المشروعِ وهي آلاء المشهراوي -26 عاما- تقول: "القراءةُ هي الأكسجين بالنسبة لي.. لا أستطيعُ تكملةَ يومي دون قراءةٍ (..) قرأت أكثرَ من ثلاثةِ آلاف كتابٍ خلال ثلاث سنواتٍ وأشاركُ بمشروع "أصبوحة "180 منذ عام تقريباً".
وتضيف "للرسالة نت": المشروعُ ثقافيٌ بحت، ومتنوعٌ بطريقةٍ احترافية، علاوةً على ذلك، فإن أسلوبَه بسيطٌ وسهلٌ ومحفزٌ على القراءة، موضحةً أن المشروعَ أضاف لها التنوع في الكتب التي تبحث عنها، خاصةً في مجال التنميةِ البشرية التي استطاعت من خلالها تطويَر نفسها، بالإضافة إلى الكتبِ الخاصةِ بتربيةِ الأطفالِ التي ساعدتها في التعاملِ مع انفعالاتِ صغارها وباتت أكثرَ حرصاً ليقضوا أوقاتَهم بطرق مفيدة، عدا عن زيادة الثقةِ بالنفسِ التي تضيفُها القراءة.
أما أسماء حفيز، من الجزائر، فذكرت أنّ القراءةَ الواعيةَ والممنهجةَ قادرةٌ على تطويرِ الإنسانِ 180 درجة ليصبحَ أكثرَ نضجاً، مشيرة إلى أنها استطاعت عبر المشروع الوصول إلى حلمها: صناعة الأقمشة وبيعها بعد قراءتها للعشرات من كتب التنمية البشرية.
وتحكي أنها بدأت تطويرَ نفسِها حتى تصل إلى حلمها، مبينةً أنها كانت تخشى في البدايةِ من الفشلِ لكنها نجحتْ بفضلِ القراءة التي اعتبرتها أساسَ النجاح.