وسام عفيفه
رغم انتهاء حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا , وانتقال أسلحة تلك الحرب إلى متاحف التاريخ إلا أن هذه الحرب لم تنته في الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية.
كل مواطن يخوض حربا باردة للحصول على لقمة العيش , او من اجل امتلاك السلطة والنفوذ ضمن أسلحة وأدوات لا يتقن استخدامها الجميع .
ورغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من العجوز الشمطاء القبيحة إلا أن هناك سعيا حثيثا من الغالبية العظمى لمغازلتها ويتمنون نيل رضاها.
في زمن تغيرت فيه المفاهيم والمصطلحات , تحولت أدوات مثل: الواسطة, الرشاوى , النفاق, "مسح الجوخ" , والتملق, ذخائر أسلحة الحرب الباردة من اجل القتال على وظيفة او ترقية .. ثم التسلق للوصول الى قمة الهرم , وامتلاك أية سلطة حتى لو كانت سلطة آذن يمارس سطوته على المراجعين والمواطنين الغلابة.
عنوان المرحلة أصبح "اللي ماله ظهر ينضرب على بطنه" ولإسناد الظهر تم تدوير وتحريف العديد من المفاهيم والمصطلحات مثل: الواسطة= تزكية , الرشوة =هدية , النفاق=علاقات عامة , التسلق= شطارة , "مسح الجوخ"= مدردح , الانتهازي =حوت , الانبطاحي=حكيم , المكلح= جرئ , وهكذا بات لكل نقيصة وعيب مخرج, وكل من حاز على اكبر قدر من هذه الصفات أصبح ذو نفوذ وسلطة تفتخر به أمه وزوجته.
بعض اليائسين المتهمين بأنهم "قليلي حيله" يتلقون نصائح بضرورة تعلم مهارات وقدرات "فتح الأبواب المغلقة", حتى يستطيعوا تدبير أمورهم , لذا يبحثون عن مدرسة مثل" مدرسة الأخلاق الوضيعة" يكتسبون فيها الخبرات بشكل عملي.
التجارب تثبت انه ليس بمقدور أي شخص امتلاك او إجادة استخدام أسلحة الحرب الباردة في جبهات السلطة والنفوذ, لهذا يرسبون في أول امتحان لسبب بسيط..أن كثيرا من الصفات السابقة هي طبيعية وليست مكتسبة, أو مرتبطة بالظروف البيئية والتنشئة الاجتماعية.
هؤلاء الذين يخوضون حربا باردة يوميا للحصول على كرسي لا يقبلون انتقادهم أو تشخيص مواهبهم على هذا النحو, ويردون بالقول "اللي ما بيطول العنب بيقول عنه حصرم".
علي أية حال قد يكون هناك مقصرون, ضعفاء, خاملون , واتكاليون, وهؤلاء لا يستحقون أن ينالوا من نصيب غيرهم , لكن "المدردحين" غير مقبول أيضا أن يغازلوا عجوزا شمطاء بحجة "الرزق يحب الخفية".
قال: ابن عباس : (يؤتى بالدنيا يوم القيامة على صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية مشوهة الخلقة، لا يراها أحد إلا كرهها فتشرف على الخلائق فيقال لهم: أتعرفون هذه؟ هذه التي تفاخرتم وتحاربتم عليها ثم يؤمر بها إلى النار، فتقول: يا رب أين أتباعي وأحبابي وأصحابي فيلحقونها).