"المكان يصنعني، من أعماق الصمت أكتب عنواني في عالم لا سماء له.. حاصرني الصمت وقادني إلى واقع لا أجيد قراءته، فترسم على وجهي الألم، الألم هو أقوى محرك في عالمي، فاخترت أن أحوله إلى طوق إنقاذ فبات يتلهم النجوم ويسقط الشهب ويقذفها إلى سطوري وقلمي، فتجلس النجمة في السطر الأول، ويحل ضياء الشهب مكان صبري فأشعر بحرية في جسدي وعقلي معا، فهذه السطور وما خطته من كلمات صنعتني كما تريد فتألقت وأبدعت وتركت خطا عميقا لا يظهر في الملامح"
هذا جزء من نص في كتاب الأسيرة أماني الحشيم، الذي صدر من داخل سجون الاحتلال، خلال شهر كانون ثاني/يناير الماضي، تحت عنوان (العزيمة تربي الأمل).
وفي حفل توقيع بهيج، اجتمعت العائلة احتفالاً بالكتاب، بدون الأسيرة أماني المحكومة لعشر سنوات وأم لأحمد وأدم اللذان وقفا بجانب جدتهما يحمل كل منهما نسخة من كتاب أم أسيرة لم تشاركهما الفرح.
يتكون الكتاب من خمسين صفحة، ويحتوي خواطر أسيرة مرت بها داخل الأسر منذ خمس سنوات، المدة التي قضتها حتى اليوم، والتي تبقى منها خمس مثلها.
وقفت أمها تحتضن الطفلين، وهي فخورة بابنتها، ترسل إليها رسالة: "أماني أنت قوية وأنت قدها يا أمي وإن شاء الله بروح الأسر وبضل الأجر وراح تضلي بنجاح مستمر ، أماني مصدر قوتي، دائما ما أذهب إليها بنفسية متألمة وتمدني بالطاقة الإيجابية والبهجة، لقد حولت المحنة لمنحة"
ابنها أحمد يقول: "نحن اليوم دعونا كل الأصدقاء والعائلة، وفخورون بها جداً، وقد حضرت والدات الأسيرات، شاركتنا العائلة كلها الفرحة بأمي".
ومن داخل المعتقل أوضحت الأسيرة الحشيم لمحامية الهيئة حنان الخطيب عقب زيارتها لها بمعتقل “الدامون”، بأنها فرحة جداً بالصدى الذي أحدثه كتابها وبأن هذا الأثر أصبح دافعا لها بأن تبدأ بكتابة آخرَ جديداً.
وقالت: "لقد شعرت بالفرح من مشهد نقله تلفزيون فلسطين ورأيته أنا والأسيرات من المعتقل، حينما وزع كتابي في إحدى الوقفات التضامنية مع الأسيرات، وقد رفع هذا المشهد من معنوياتي كثيراً".
كتاب الأسيرة الحشيم يحتوي على 25 نصاً وجدانياً تتحدث من خلالها عن الهموم الشخصية والعامة لها من خلال تجربتها كأسيرة، وأوجاع المعتقل، مع حضور قوي في سطورها للأمل.