دون رادعٍ دولي، يفعلُ الاحتلال "الإسرائيلي" ما يريدُ من جرائم عنصرية، ويبتكرُ أساليبَ قمعيةً جديدةً لينغّص على الفلسطيني حياتَه، وآخرها تشكيله "مليشيا فاشية" مسلحة تحمل اسم "سرية بارئيل" لاستهداف فلسطينيي النقب المحتل.
ووفق تقريرٍ نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الإعلانَ عن تشكيل "سرية بارئيل" كان في أكتوبر الماضي، وحينها قدم 200 "إسرائيلي" طلباً للانضمام إليها.
وفكرةُ المليشيا ابتدعها "ألموغ كوهين" وهو شرطيٌ سابقٌ وناشطٌ حاليٌّ في حزب "عوتسماه يهوديت" الفاشي، وسُميت "سرية بارئيل" على اسم جندي الاحتلال بارئيل شموئيلي، الذي قُتل عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، في آب (أغسطس) الماضي.
وبحسب ما أورده التقرير فإن المليشيا لن تضع لنفسها أي قوانين خاصة، وستُقسم إلى ثلاث سرايا وهي "سرية تدخل "للنخبة"، التي ستخضع لتأهيل المحاربة والتأهيل المتقدم؛ وسرية الدوريات وتخضع لتأهيل إطلاق النار وتولي صلاحيات، ومهمتها المركزية الأمن العام؛ وسرية قتالية، ليست مقاتلة، ومهمتها إدارة كل شيء من أعلى".
وللرد على الانتهاكاتِ المستمرةِ للمليشيا في النقب جاءت عمليةُ بئر السبع بعد أن تجاوزتِ اعتداءاتُ السرية حدها خلال الأيام الماضية.
وكان الشاب أحمد غالب أبو القيعان قد صدم المارةَ قربَ مركزٍ تجاريٍ وسط المدينة ثم ترجل من سيارته وشرع في طعنهم، ما أدى لمقتل 4 مستوطنين، فيما ارتقى المنفذ شهيداً على يد مستوطن من (سرية بارئيل).
ويذكرُ أنَّ النقب الفلسطيني يشهدُ منذ مطلع العام هبةً ضد هجمة تحريشٍ وتجريفٍ يتعرض لها منذ ما يزيد على 3 أشهر، فيما تنفذ قوات الاحتلال حملةَ اعتقالاتٍ لمحاولة النيل من الهبةِ الشعبية في النقب وتمرير مخططاتها الاقتلاعية.
سرية متطرفة
يقول الصحافي والناشط عطوة أبو خرم من النقب، إن حالةً من الغضبِ والسخطِ سادت بين مواطني النقب عقب الإعلان عن سرية بارئيل، خاصةً أن مناطق النقب الفلسطينية فيها فلتان أمني بسبب الاحتلال "الإسرائيلي".
وأكد أبو خرمة "للرسالة نت" أن أهاليَ النقب توعدوا بالتصدي لتلك السرية العنصرية بكل ما أوتوا من قوة، مشيراً إلى أنهم يرددون "لا نعوّل على القيادات لتقف بجانبنا. فهم يدركون حجم الخطر الزاحف على النقب، ومع ذلك يلتزمون الصمت".
وأوضح أن القياداتِ المقصودةَ هم العرب من أعضاء الكنيست – القائمة العربية الموحدة- فبدلا من الوقوف بجانب أهالي النقب في وجه حكومة الاحتلال التزموا الصمت وتغاضوا عن هذه السرية التي تقف خلفها مجموعةٌ من المتطرفين كما وصفهم.
وبحسب قول أبو خرمة، فقد اعتدت هذه المليشيا قبل أيام على أحد مواطني النقب وهو صلاح الدين أبو زايد، ونُقل للمستشفى وفور خروجه اعتُقل لكن أفرج عنه القاضي لعدم وجود أي أدلة تدينه، رغم أن الشرطة الإسرائيلية رفضت تلقي شكواه على أحد عناصر المليشيا الذي ترصده للاعتداء عليه.
وفي السياق ذاته، وصف جمعة زبارقة، المختص في شؤون النقب، أن سريةَ بارئيل عبارةٌ عن عصابةٍ يهوديةٍ متطرفة نظمت نفسها بمساعدة الشرطة الإسرائيلية ورؤساء البلديات.
وأوضح زبارقة "للرسالة نت" أنه فور الإعلان عن تشكيل السرية، تحرك أهالي النقب وتقدموا باستشارة قانونية للتوجه إلى المحكمة العليا لإخراج السرية عن القانون، خاصة أن هدفها هو التصادم مع مواطني النقب.
ووفق قوله، فإنه سيكون هناك توجه لمنظماتٍ حقوقيةٍ عالميةٍ لحماية أهالي النقب كونهم أقلية ويتعرضون لانتهاكات الاحتلال والجماعات المتطرفة.
وأكد أن جيلَ الشباب في النقب متحمسٌ للمواجهة في حال استمرت الجماعات اليهودية المتطرفة في استفزازهم والاعتداء عليهم، مشيراً إلى أن المواجهات ستأخذ منحىً تصاعدياً، خاصة أن المستوطنين يواصلون انتهاكاتهم وفي المقابل أهالي النقب لن يقفوا مكتوفي الأيدي.