عملية بئر السبع..صفعة قوية على وجه الاحتلال

الكاتب إياد القرا
الكاتب إياد القرا

كتب إياد القرا

 اعتقد الاحتلال أن العمليات ستتركز في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان، لكن هذه العملية جاءت لتؤكد أن العمل المقاوم في كل فلسطين، بئر السبع وراهط والنقب وأراضي الـ 48 والقدس، كما حدث قبل يومين، وفي الضفة الغربية، حيث كان هناك عمليات بشكل يومي، سواء إطلاق نار أو القاء حجارة أدت لإصابة مستوطنين في الأيام الأخيرة.

 الرسالة الاولى واضحة أن هناك وحدة في الجغرافيا لمقاومة الاحتلال في كل المناطق، في وقت لا تزال معركة سيف القدس تلقي بانعكاساتها على الاحتلال وأمنه بشكل كبير".

 الرسالة الثانية للعملية، موجهة للاحتلال أنه *لن يشعر بالأمن في كل من مدن الضفة وغزة والقدس و48، وأنه لا يوجد له مكان آمن، و أن هذه العمليات الفردية التي ينفذها أشخاص، تحدث بشكل غير منظم، وبالطريقة التي يرونها مناسبة وتأثيرها أكبر.

 الرسالة الأهم، أن العملية أدت لمقتل 4 أربعة من المستوطنين وهذا يعتبر العدد الأكبر منذ مايو الماضي بهذه الطريقة وهذا الشكل، كما يعتبر فشلاً ذريعاً للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية كون أبو القيعان أسير محرر، ومن المفترض أن يكون تحت المتابعة الأمنية، الأمر الذي يدلل على أن الاحتلال يستبعد أن تكون هناك عمليات فدائية من أراضي الـ 48 ومن بئر السبع تحديداً، لذلك يعيش حالة من الصدمة.

 التوقيت حساس جداً للاحتلال الذي كان يحذر خلال المدة الماضية من أن العمليات ستقع في الضفة الغربية والقدس، وإمكانية الذهاب في مواجهة مع قطاع غزة مثلما تكرر في مايو الماضي".

 جاءت العملية في مرحلة التحفيز، حيث هناك وفود وزيارات لعدة عدة دول كانت تضغط باتجاه ألا يحدث مواجهة مع قطاع غزة تحديدا خلال الفترة القادمة، وألا تؤجج حماس والمقاومة بغزة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، فجاءت هذه العملية من حيث لا يحتسب، وفي توقيت قاتل ما قبل شهر رمضان، وهذا يعطي مؤشر على أنه قد يكون هناك رمضان ساخن، وهو ما سماه رعب رمضان".

 الاختراق الواضح في منظومة الاحتلال نسف كل الجهد الأمني الإسرائيلي في جوانب عدة، وكشف الضعف في العمل الأمني والاستخباراتي في التعامل مع هذه العمليات، في وقت يقف فيه الاحتلال عاجزاً أمام التنبؤ بهذه العمليات وأماكنها، والأشخاص الذين يقفون خلفها والتي قد تتكرر وتكررت.

 من المتوقع أن تترك تلك العملية تأثيراً كبيراً على المنظومة الأمنية الإسرائيلية، خاصة أن هناك عدد كبير من القتلى سيطرح تساؤلات كبيرة أمام حكومة الاحتلال وأجهزته التي سيحاسبها الجمهور حول حالة التقصير، سواء ما قبل العملية أو أثناء تنفيذها.

البث المباشر