يبدو أن أجهزة أمن الاحتلال "الإسرائيلية" تسعى متعمدة إلى إشعال الوضع ضد فلسطينيي الداخل، مستغلة عملية إطلاق النار في مدينة الخضيرة، وأي احتجاج، من أجل قمعه والتسبب بتصعيد أمني، من خلال زج مستوطنين في مواجهات في المدن المحتلة، في موازاة مسيرات استفزازية للمستوطنين، خاصة في القدس المحتلة، في تكرار لأحداث أيار/مايو الماضي.
وفي أعقاب مداولات عقدها مفتش عام شرطة الاحتلال الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، بمشاركة قيادة شرطة الاحتلال، تقرر الاستعداد لما يسمى بـ"حارس الأسوار 2"، وفي هذا الإطار تستعد شرطة الاحتلال لـ35 "يوماً قتالياً" متواصلة وأحداث أمنية أكبر بثلاثة أضعاف أحداث أيار/مايو الماضي، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الثلاثاء. وبحسب السيناريو الذي وضعته الشرطة، فإن المواجهات ستدور في أنحاء البلاد، وستسقط قذائف صاروخية وتندلع حرائق.
ورغم أنه لم يتم توضيح أسباب هذا السيناريو الذي تضعه شرطة الاحتلال، إلا أن سعي أجهزة أمن الاحتلال إلى التصعيد، هو نهج ثابت لديها. وبالرغم من عدم وجود أدلة، حاليا، على حدوث سيناريو كهذا، إلا أن الشرطة تدعي أن سيناريو كهذا هو "مسألة وقت وحسب"، وفقا للصحيفة. وحدث ذلك في جميع الاحتجاجات الفلسطينية، في أراضي الـ48 والأراضي المحتلة عام 1967، طوال العقود الماضية، من يوم الأرض في العام 1976، مرورا بالانتفاضتين وهبة أكتوبر 2000، وحتى هبة أيار/مايو الماضي.
ومن أجل أن تحقق الشرطة السيناريو الذي وضعته، فإنها تتحدث عن تجنيد آلاف أفراد الشرطة، من خلال الادعاء بوجود نقص بـ4500 شرطي و4000 شرطي في الاحتياط. ونقلت الصحيفة عن ضابط شرطة كبير قوله إنه "عندما تحدث أعمال مقاومة في المدن المختلطة، فإنه سيستغرق 72 ساعة على الأقل من أجل تنظيم قوات الشرطة وانتشارها ميدانيا من أجل لجمها".
وتعتبر شرطة الاحتلال أن مواجهات ستندلع في المدن المختلطة من دون إنذار مسبق، وبعنف متزايد، يشمل "استخدام أسلحة نارية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، وستغلق شوارع كثيرة وستكون سيارات مدنية هدفا للثائرين"، بحسب الصحيفة. ويشمل سيناريو الشرطة مواجهات واسعة في الضفة الغربية وفي أقسام الأسرى الفلسطينيين في السجون.
وتابع السيناريو الذي وضعته الشرطة، أن آلاف القذائف الصاروخية ستسقط في المستوطنات وستسبب مئات الحرائق. وطلب شبتاي من شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي الإشارة إلى سيناريوهات مختلفة في كل واحدة من مناطق الشرطة.
وبحسب هذا السيناريو، فإن اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا ونوف هجليل (نتسيرت عيليت سابقا) ستكون مراكز لمواجهات، "وسيحاول الثائرين استهداف المستوطنين ومنازلهم وإحراق كُنس ونهب أملاك من خلال استخدام أسلحة نارية، وإغلاق طرق توصل إلى بلدات يهودية"، كما أن "متطرفين يهود سيحاولون استهداف فلسطينيي الداخل". وستندلع مواجهات في وادي عارة وإغلاق شارع 65، وفي المدن والبلدات الفلسطينية شمالي البلاد، وتزعم الشرطة أنه سيتم خلالها استخدام أسلحة نارية من جانب فلسطينيي الداخل.
وتخطط شرطة الاحتلال إلى إغلاق حواجز عسكرية بين القدس والضفة الغربية، وأن تكون "أحياء هادئة نسبيا (في القدس) مثل بيت صفافا وبيت حنينا وشعفاط مركزا لأعمال شغب"، وستندلع مواجهات في أنحاء الضفة واستخدام سلاح ناري ضد قوات الاحتلال هناك، وفيما تنفذ مجموعات المستوطنين المتطرفين اعتداءات وعمليات "تدفيع ثمن" ضد الفلسطينيين. وبحسب سيناريو الشرطة، فإن مواطنين عرب سيغلقون شوارع في النقب وستندلع مواجهات.
المصدر: عرب48