قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم ارتفاع تكاليفها.. غزيون يتسابقون لرحلات العمرة

معتمر في معبر رفح متوجها للسعودية
معتمر في معبر رفح متوجها للسعودية

الرسالة نت – مها شهوان

بعد انقطاع موسم العمرة لعامين متتالين بفعل جائحة كورونا، انتعشت شركات الحج والعمرة  باستئناف عملها منتصف الشهر الجاري، حين انطلقت أول رحلة من غزة إلى الأراضي السعودية.

ورغم تكاليف رحلة العمرة المرتفعة بالنسبة للغزيين مقارنة مع أوضاعهم الاقتصادية، وكذلك مقارنة بسعر الرحلات من دول عربية أخرى، إلا أنهم يصرون على تأدية مناسك العمرة لما فيها من أجواء روحانية، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان.

وبعد تسيير رحلتين، أُعلن عن توقف موسم العمرة بسبب الاختلاف حول آلية السفر من معبر رفح، لكن بعد ساعات تم التوافق على استمرار الموسم مع الأخذ بالاعتبار أن يكون السفر ليوم واحد في الأسبوع بدلًا من يومين، بما يسمح بدخول 600 معتمر دون التأثير على حركة المسافرين.

ويلحق أي تأثير على موسم العمرة في قطاع غزة خسائر فادحة بشركات الحج والعمرة، ففي حال توقفت هذا العام ستفوق الخسارة 100 ألف دولار كما ذكر عوض أبو مذكور رئيس جمعية مكاتب الحج والعمرة، مشيرًا إلى أن توقفها يعني انعدام أمل المقبلين على العمرة وخسائر فادحة للشركات.

وأكد أبو مذكور "للرسالة نت" أن شركات الحج والعمرة تعيش حالة طوارئ صعبة، مما يدفع القائمين عليها لتسيير الرحلات وتأمين وصول المعتمرين إلى مكة وعودتهم إلى قطاع غزة دون مشاكل.

وأوضح أنه رغم ارتفاع أسعار رحلات العمرة، إلا أن هناك إقبالاً شديداً من الغزيين مقارنة بالسنوات الماضية.

يُذكر أن الاتفاق بين السعودية ومصر وشركات الحج والعمرة في قطاع غزة تم على تسيير رحلات منذ الأسبوع الأول من مارس حتى منتصف شهر رمضان المبارك بواقع فوج كل أسبوع.

ويُشار إلى أن قطاع غزة بدأ يُسيّر رحلات العمرة منذ الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري وبلغ سعر الرحلة إلى الديار الحجازية نحو 1270 دينارًا أردنيًا، على أن تستمر رحلة العمرة لمدة 15 يومًا و14 ليلة.

والجدير ذكره أن أسباب زيادة تسعيرة العمرة لهذا العام تعود إلى سياسات الدول بسبب جائحة كورونا التي أثرت على ارتفاع أسعار تأشيرات السفر والحجر الصحي، الذي يضيف أعباء إضافية على برنامج الرحلة "على الرغم من أنّ فلسطين غير مصنّفة ضمن الدول التي تتطلب حجراً صحياً، لكن مرور عدد من المعتمرين الفلسطينيين عن طريق مصر يلزمهم بالحجر الصحي، لأنها من الدول التي يفرض على مواطنيها الحجر الصحي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل البري لدى الجانب المصري ورسوم هيئة المعابر.

عروض التقسيط

حالة من القلق انتابت الشاب خليل -33 عاما – وزوجته وأمه بعد الإعلان عن توقف موسم العمرة، فقد حزموا حقائبهم لتأدية مناسك العمرة في شهر رمضان.

يقول: أصرت والدتي على التسجيل في العمرة رغم سعرها الباهظ، وجهزت الهدايا التي ستنقلها لأقاربنا في السعودية (..) وتحمست أكثر لزيارة الكعبة المشرفة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، مشيراً إلى أنه لم يتراجع عن التسجيل هذا الموسم رغم ارتفاع تكاليف الرحلة، فهو يتوقع أن ترتفع في السنوات المقبلة وأنه استغل الذهاب هذا العام لأنه في شهر رمضان وفيه الكثير من الروحانيات.

ويضيف "للرسالة نت" أن الكثير من معارفه وأصدقائه سجلوا هذا العام في رحلات العمرة ومنهم من وصل في الرحلة الأولى وبعضهم ينتظر الرحلة المقبلة، مبيناً أن عدداً منهم استفاد من عروض التقسيط لدى مكاتب الحج والعمرة.

ويشير إلى أن فرحة عارمة انتابت والدته لاستئناف الرحلة، بعدما تكدر صفوها بالإعلان عن توقفها، الذي لو استمر لكانت مخاسرهم كبيرة خاصة بعد شراء الهدايا التي تقدم للزوار بعد عودتهم.

يذكر أن سعر الرحلة في العام الذي جاءت فيه جائحة كورونا كان 930 ديناراً، بينما العام الذي سبقها كان 790 ديناراً، كما حُرم الغزيون من تأدية العمرة لعدة سنوات منذ عام 2014 وبقوا في حالة ترقب حتى عادت عام 2019، ما أدى إلى خسارة شركات الحج والعمرة في قطاع غزة ملايين الدولارات.

البث المباشر