اقتحم عضو كنيست الاحتلال إيتمار بن غفير برفقة مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما سجّل رسالة من باحات الأقصى موجهة إلى حركة حماس في غزة.
وتقول مصادر إعلامية إسرائيلية إن بن غفير قاد مجموعة من المستوطنين أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية في ساحات المسجد تحت حماية العشرات من عناصر شرطة الاحتلال.
وأضافت المصادر أن شرطة الاحتلال أقدمت على اعتقال سيدة من المسجد بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين، كما احتجزت الناشط المقدسي محمد أبو الحمص داخل ساحات المسجد الاقصى، وأفرجت عنه بعد انتهاء جولة بن غفير الاستفزازية، وفي نفس الوقت، انتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل الأقصى وفي محيطه، واعتقلت شاباً عند باب المغاربة من داخل المسجد الأقصى، لتفتيشه والتدقيق في هويته.
الكاتب والمحلل المقدسي عبد الله معروف عبر عن استغرابه من هذا التصرف الأحمق لبن غفير قائلاً: "أحياناً أود أن أدخل في عقول الحمقى لأرى كيف يفكرون في لحظة تَجَلّي حمقهم!!"
ويضيف: مجانين اليمين في الاحتلال يعبثون بالنار، يعلن المعتوه الإرهابي إيتمار بن غفير نيته اقتحام المسجد الأقصى، واليوم تعبث شرطة الاحتلال في المسجد وتمنع تعليق اللوحات الإرشادية لشهر رمضان المبارك.
ويقول: "هل يفهم هؤلاء الحمقى أنهم بذلك إنما يتجهون بأرجلهم نحو هاويةٍ لا قرار لها، ولن ينجيهم منها لا مؤتمرات ولا لقاءات ولا رؤساء ولا ملوك ولا حكومات ولا وزراء؟! حقاً: الغباء جندي من جنود الله".
الدكتور جمال عمرو من القدس قال إنه يجب عدم إعطاء زيارة بن غفير أهمية أكبر من قدرها، فهو على حد تعبيره "دخل وخرج في دقيقتين ليقوم بتصوير هذا المشهد ويوجه رسالة من قلب الأقصى لحركة حماس، وبن غفير أصلا في المجتمع اليهودي رجل مستهان به ولا قدر له"، على حد قول عمرو.
"يبدو أن بن غفير وضع حكومة الاحتلال في مأزق فوق مأزقها"، يقول عمرو، واصفاً بن غفير بأنه مكروه ولا احترام له عند حكومة الاحتلال، لأنه يتصرف دوما بحماقة". وأوضح أنه رغم دراسته القانون، إلا أن نقابة المحامين في (إسرائيل) رفضت عضويته، بسبب سجله الجنائي.
وقد وثق ذلك موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي الذي نشر خبراً مفاده أن "اللجنة المركزية لنقابة المحامين الإسرائيلية رفضت طلباً للناشط اليميني إيتمار بن غفير للحصول على إذن، لمزاولة المحاماة، لأن لديه سجلاً جنائياً لتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف، قبل أن تعود وتمنحه الإذن بعد احتجاجات كبيرة قادها بنفسه.
وبعيدا عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، فإن الأهم من ذلك، كما يرى عمرو، هو أن حكومة بينت في ورطة لا تحسد عليها منذ بداية تصاعد الأحداث.
وأضاف أن الحكومة تتبنى سياسة العصا والجزرة، لكن ثلاث عمليات فدائية في عشرة أيام وضعتها في موقف محرج، حتى قبل أن يبدأ رمضان.
ووفقاً لعمرو، فإن الاحتلال يحاول أن يفعل أي شيء لإرضاء الإسرائيليين الذين أوضحت استطلاعات رأي أنه يفتقد الأمن ويرى أن حكومته فشلت أمنياً، ورغم ذلك فإنها تحافظ على مسار الأحداث في مستواها الحالي دون أي تقدم.