فجرّت رئيس الائتلاف الحكومي بالكنيست ايديت سيلمان، العضو عن حزب "يمينا"، مفاجأة مدوية في الأوساط السياسية المختلفة لدى الاحتلال، على وقع محاولة تفجير الحكومة التي شكلت على شفا "حفرة" من التحالفات، بوصف المختصين.

ويأتي انسحاب "سيلمان" من الائتلاف في أعقاب مشادة اندلعت بينها وبين وزير الصحة نيتسان هورويتس، بعد أن أعربت اللجنة الصحية التي ترأسها الأولى عن غضبها من نية الأخيرة السماح بإدخال طعام تُحرم الشريعة اليهودية تناوله خلال عيد الفصح إلى المستشفيات، وقالت حينها: "لن نسمح بإبقاء هذا الشخص وزيرًا بأصواتنا".

الانسحاب مثلّ خطوة مربكة لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، وترك الحكومة على شفا حفرة من الانهيار، بانتظار 3 أصوات إضافية تركلها دون عودة، بوصف المراقبين.

نبأ استقالة سيلمان حظي بترحيب خاص من زعيم المعارضة ورئيس حكومة الاحتلال السابق بينامين نتنياهو، إذ شكرها "باسم العديد من الأشخاص في "إسرائيل" الذين انتظروا هذه اللحظة".

عصمت منصور، الباحث في الشأن "الإسرائيلي"، أكدّ أن هذه الاستقالة تفتح شهية الأحزاب "الإسرائيلية" لانتخابات جديدة.

وقال منصور لـ"الرسالة نت" إنّ هذه الاستقالة تضع حكومة بينيت على المحك، وتفقدها الغالبية في (الكنيست)، ما يمكن أن يسبب لها شللا في تمرير القوانين.

وبانسحاب سيلمان، يخسر ائتلاف بينيت صوتا لصالح نتنياهو ليحقق الأخير تعادلاً في الأصوات مع الائتلاف بمقدار 60 صوتاً، يضيف منصور، "لكن التعادل الذي حققه زعيم المعارضة نتنياهو يعني أنه ما زال غير مؤهل لتشكيل حكومة انتقالية.

الباحث في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ، أكد بدوره رأي سابقه في أن التعادل لا يوفر فرصة لـ "نتنياهو" بتشكيل حكومة بديلة، رغم أنه وصف الاستقالة بـ "الهزة الكبيرة" لـ "بينيت".

ويرى "صباغ" أن الحكومة بوضعها الحالي تستطيع أن تعيش؛ "لكنها ستكون مشلولة بمعنى أنها غير قادرة على تمرير القوانين، وستكون قابلة للابتزاز بشكل دائم، وهذا سيدفع بتعزيز خيار التوجه لانتخابات جديدة".

وطرح تساؤلات من شأنها رسم ملامح سيناريوهات المرحلة المقبلة يتركز أهمها حول قدرة القائمة المشتركة على المشاركة في حكومة يقودها يائير لابيد، ورأى أن "قرار الانضمام سيولد الانشقاق داخل القائمة".

أما حول مدى نجاح "بينيت" في تجنيد أطراف من المعارضة لصالحه تحديداً من اليمين المتطرف يقول "صباغ": "إن الإجابة أيضًا مرتبطة بصعوبة الموقف، خاصة مع تخوين اليمين لحكومته".

وتِبعًا لتقديرات "صباغ"، فإن قدرة "نتنياهو" في الحصول على أريحية في أي انتخابات مقبلة، سيناريو مستبعد في ظل محاكمته على خلفية قضايا فساد، إلى جانب أنه سيظل محتفظاً بكتلة تصويتية يمينية ترى فيه "الملك".

وفي ضوء ما سبق، تنحصر السيناريوهات حول فرص الحكومة الراهنة أنها ستبقى مشلولة وضعيفة، أو الانتقال لتشكيل حكومة برئاسة "لابيد" تنضم إليها القائمة المشتركة التي تملك 5 أصوات وهو احتمال يقترب من الصفر، أو العودة لانتخابات ثالثة خلال ثلاثة أشهر.

وشُكلت حكومة الاحتلال في 13 حزيران/ يونيو 2021، وتم الاتفاق أن يتولى "بينيت" رئاسة الحكومة حتى 27 آب/ اغسطس 2023، ثم يتولى "لابيد" رئاستها لتنتهى ولايته في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2025.