"باب العامود" اسم يتردد يوميا عبر الاخبار العاجلة، المرتبطة بالأحداث والمواجهات الساخنة بين المقدسيين وجنود الاحتلال الذين يتعمدون استفزاز الفلسطينيين هناك، خاصة وأن المنطقة تعد الباب الرئيس للبلدة القديمة، حيث المحال التجارية والمطاعم ومواقف السيارات وحافلات المواصلات.
ورغم الأحداث التي تجري في باب العامود، إلا أنه دوما يعج بالزائرين من المدن والقرى الفلسطينية، لكن تبدلت ملامحه في السنوات الأخيرة، بعدما أزالت شرطة الاحتلال بسطات وقطعت الأشجار لتأمين الرؤية الجيدة عبر كاميرات المراقبة التي وضعت في كل المكان.
كما وتعد المنطقة المحيطة بباب العامود، معروفة لتجمع الفلسطينيين وتناول القهوة وترديد الأغاني الوطنية كنوع من أنواع الاحتجاج المدني، ولأنها أيضا شهدت المزيد من الاحتجاجات الرسمية والاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية.
ولباب العامود عدة أسماء منها "باب دمشق" وللاسم حكاية يذكرها، مازن الجعبري الباحث المقدسي ويقول:" قبل الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس كانت الحافلات المتجهة إلى دمشق، تقف عند باب العامود لذا أطلق عليه بعد مرور الوقت باب دمشق".
ويضيف الجعبري:" اكتسب باب العامود مكانته التاريخية منذ زمن الرومان، وأطلق عليه في ذلك الوقت باب العامود نسبة إلى وجود عامود وسط الساحة ومن هنا جاء الاسم".
وتابع:" أخر الأسماء التي أطلقت على العامود "باب الشهداء" وذلك بعد انتفاضة القدس 2015 ووقعت الاشتباكات بين شرطة الاحتلال والشباب المقدسي وارتقى العديد منهم.
وأشار في حديثه "للرسالة نت" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول تغيير في ملامح باب العامود حيث أقام المدرجات وغير معالمه وأقام المنتزهات واستولى على مناطق واسعة، منها مغارة سليمان التاريخية ذات المساحة الكبيرة في البلدة القديمة وبدل تسميتها إلى "شمعون الصديق".
ووفق الباحث المقدسي فقد تحولت منطقة باب العامود ثكنة عسكرية وأقام ثلاثة أدراج من الحجر ثابتة، ووضع عشرات الكاميرات الأمنية.
وبحسب الجعبري فإن الاحتلال يهدف لأمرين من وراء محاولته السيطرة على باب العامود، الأول من ناحية ميدانية لا يريد التواجد الفلسطيني خاصة في شهر رمضان كون المنطقة تعد واسعة ومفتوحة أمام السكان والزوار.
وأشار إلى أنه بعد صلاة التراويح يجتمع المصلون حيث الأنشطة التراثية والدينية التي يرغب المقدسيون إقامتها قرب الباب لأنه المدخل الرئيسي للبلدة القديمة، لذا لا يرغب الاحتلال بتلك المظاهر التي تعزز التواجد الفلسطيني.
أما الأمر الثاني، ذكر أن باب العامود هو المنطقة الواصلة بين شرقي وغربي مدينة القدس، وفيها حركة كبيرة للمستوطنين خلال تنقلهم في حارة اليهود وإلى حائط البراق، لافتا إلى أن الاحتلال يحاول تغيير أهمية باب العامود ويسعى لتحويل باب الخليل ليكون المدخل الرئيسي للبلدة القديمة.
وبحسب متابعة الجعبري فإن سلطات الاحتلال لديها مشكلة في التعامل مع منطقة باب العامود، مرجعا ذلك إلى عدم مقدرتهم فرض السيادة على القدس دوما والشعور بعدم السيطرة.