الرسالة نت – محمد أحمد
"حرب الأدمغة والتكتيك" .. هذا ما يمكن أن نطلقه اليوم على ما يجري على ساحة الصراع الفلسطيني – الصهيوني، خصوصاً بين كتائب الشهيد عز الدين القسام من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى، فلا زال قادة العدو المجرم يطلقون من خلف دباباتهم الفولاذية وجدرانهم الإلكترونية صرخات التهديد والوعيد ضد المقاومة الفلسطينية بشكلٍ خاص وقطاع غزة بشكلٍ عام بشن رصاص مسكوب ومصهور ومطبوخ وملهوب، جديد.
هل تلعب "إسرائيل" بالنار" !!
لا يمل ولا يكل قادة العدو الصهيوني من الصراخ صباح مساء بأعتى عبارات التهديد والوعيد ضد قطاع غزة، محاولين بذلك ردع المقاومة الفلسطينية عن الرد على هجمات الكيان التي تستهدف المدنيين والعُزل من في قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس.
كان آخر هذه التهديدات تلك التي أطلقها دان مريدور، نائب رئيس الوزراء الصهيوني ووزير المخابرات والطاقة في حكومة الاحتلال، حيث حذر من إمكانية أن يلجأ كيانه المجرم من إجراء النسخة الثانية من "الرصاص المصبوب"، وأشار إلى احتمال قوي باشتعال الموقف على الجبهة الجنوبية وخروجه عن السيطرة.
إلا أن محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، قلل من أهمية هذه التهديدات وغيرها من قادة صهاينة آخرين، وقال موجهاً حديثه لأبناء شعبه: "لا تلتفتوا إلى كل محاولات التخويف والحرب الإعلامية والدعائية التي يخوضها العدو لتركيع شعبنا وإرهابه وثنيه عن مساندة المقاومة".
الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، رد من جانبه هو الآخر على هذه التصريحات، مشدداً أن محاولات التصعيد الصهيونية الأخيرة هي لعب بالنار، وعلى العدو الصهيوني أن يدرك أن تصعيد العدوان لن يقابل بالصمت، لافتاً إلى أن الهدوء من جانب القسام ليس ضعفا أو خوفاً بل هو تقدير للموقف.
ومضى أبو عبيدة يقول: "إذا أراد الاحتلال أن يختبر ردّنا فسيجد منا رداً قاسياً، وندعوه أن لا يجرب هذه الحماقة، والعدو يدرك جيداً أننا قادرون على ردعه، ورسالتنا في الأيام الماضية قد وصلت جيداً للصهاينة، وعليهم أن يقرؤوها بتمعن ودقة".
لا للاستسلام
مريدور ذاته كان قد هدد في وقتٍ سابق، بشن حربٍ لا تحمد عقباها، وقال: إن "إيران تسعى إلى أن تخلق ذراعاً أخرى لها في غزة".
فرد الضيف موجهاً حديثه لمريدور وأمثاله: "إنكم إلى زوال وإن فلسطين ستبقى لنا بقدسها وأقصاها ومدنها وقراها، من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها، لا حق لكم في شبر منها، مهما طال الزمن ومهما حاولتم طمس معالمها، ولن نرفع لكم راية بيضاء ما دام هناك مسلم واحد على وجه هذه البسيطة".
في حين أكد أحمد الجعبري أبرز قادة القسام، أن الكتائب تعتبر نفسها لبنة أساسية في صرح المشروع الإسلامي الكبير، وأنها بعون الله ثم بما أوتيت من قوة وعنفوان ستظل تحمي ثوابت الشعب والقضية الفلسطينية، وستظل شوكة في حلق اليهود المعتدين".
شوكةً لن تنكسر
هذه التصريحات والتهديدات التي يتوعد بها قادة العدو الصهيوني، تُظهر أنه يحاول الاستخفاف بالمقاومة وقدراتها، لكنه في ذات الوقت يعلم يقيناً بأنه لن يستطيع أن يكسر شوكتها، الأمر الذي قطع القائد الضيف فيه الشك باليقين، مصرحاً بالقول: إن "ما تسمى بـ"إسرائيل" لم تستطع كسر شوكتنا عبر أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً.
وأضاف: "إنها اليوم أعجز وأضعف وأوهن من أن تكسرنا بعد هذه السنوات العظيمة من الجهاد والإعداد والتضحيات والبناء".
وقال الضيف : "بعد ثلاثة وعشرين عاماً تقف اليوم في مواقع متقدمة في المقاومة والقتال والجهاد ضد أعداء الله اليهود الغاصبين، لم نكل ولم نتعب ولم نيأس ولم نتراجع، ولن ننحني أمام كل البطش والعربدة والإجرام الصهيوني، نحن اليوم نهنئكم لأننا نعلم أن كل عام يمر على حركتنا وهي متمسكة بنهج ربها وبالجهاد في سبيله فهي تقترب إلى النصر أكثر فأكثر".
القسام أصلب عوداً
وتستمر سلسلة التهديدات الصهيونية، التي يحتار من خلالها المراقبون من أنها مقدمة فعلية لحرب عدوانية جديدة، أو أنها حربٍ نفسية، فيما كان آخر هذه التبريرات والتسويقات للعدوان على غزة تصريحات رئيس أركان العدو غابي أشكنازي حيث صرح بأن المقاومة تمتلك قذائف صواريخ مطورة.
هذا ما لم ينفه أو يؤكده القائد الضيف، لكن اكتفى بالقول: أن "الكتائب اليوم أصلب عودًا وأكثر قوة بفضل الله، وأكثر استعدادًا للاستمرار في طريق الجهاد وقتال أعداء الأمة والإنسانية.
وعلى ذات الدرب، أكد القائد الجعبري، أن كتائب القسام لم ولن تُسقِط من حساباتها أي خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى وقهر العدو الغاصب المجرم، وما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل".
وزاد أبو عبيدة الناطق باسم القسام، أن الكتائب تسعى لتجنيب شعبنا الحرب والعدوان، ولكن استدرك بالقول: "لكن إذا فرض العدو المواجهة فنحن لها بإذن الله، وسنقاوم بكل ما أوتينا من قوة مهما كلف الأمر والصهاينة سيدفعون ثمن أي جريمة غالياً".