باتت العمليات الفدائية الأخيرة التي زلزلت قلب الكيان الصهيوني، تسبب أرقاً للمنظومة الأمنية وجيش الاحتلال الإسرائيلي وتستنزف ميزانيته، عقب المصادقة على خطة قدمها وزير الحرب بيني غانتس لإعادة ترميم السياج الفاصل بين الضفة والكيان.
وصادقت حكومة الاحتلال، الأحد الماضي، على إضافة 40 كم للجدار الذي يفصل الضفة الغربية المحتلة عن الأراضي المحتلة عام 1948، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مجلس وزراء الاحتلال المُصغّر (الكابينت).
وقال البيان إن أعضاء (الكابينت) صادَقوا بالإجماع على خُطّة طرحها وزير الجيش بيني غانتس لإضافة 40 كم للحاجز (الجدار الفاصل) الذي يمتدّ بطولِ خط التماس (بين الضفة وإسرائيل)، بكُلفة 360 مليون شيكل (112 مليون دولار).
ووفق تقييم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن "الفتحات" أو الثغرات التي أقيمت في عشرات المواقع على طول الأسيجة الأمنية وجدار الفصل العنصري باتت اليوم هي المنفذ لمنفذي العمليات المسلحة للوصول إلى قلب الكيان الصهيوني خلال الفترة القليلة الماضية.
وعقب هذه الموجة، نشر جيش الاحتلال الآلاف من جنوده على طول السياج الفاصل؛ في محاولة لمنع الفلسطينيين من الوصول للأراضي المحتلة، وهو ما يشكل استنزافاً كبيراً في طاقة جنود الجيش.
ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي علاء الرفاتي، أن الاحتلال في ضوء سلسلة العمليات الفدائية والمقاومة المتنامية في الضفة المحتلة وخاصة في منطقة شمال الضفة، يسعى للسيطرة عليها وإنهاء تواجد المقاومة فيها.
ويضيف الرفاتي في حديثه لـ"الرسالة" أنه في ضوء عجزه عن القضاء على المقاومة بدأ تنفيذ خطوات تهدف لمحاصرتها والحد من خطرها، وفي هذا الإطار يأتي إقرار جدار الفصل الجديد.
ويبين أن خشية الاحتلال من دخول قطاع غزة سابقاً تتكرر اليوم في مخيم جنين في محاولة لتجنب اندلاع مواجهة عسكرية جديدة، فوضع حلولاً تحد من الضرر الذي تسببه المقاومة هناك دون الدخول للمخيم.
ويشير الرفاتي إلى أن دولة الاحتلال لا تزال تعتمد على بناء التحصينات والجدران حول أماكن التواجد الفلسطيني وذلك لاقتناع المنظومة الأمنية أن جميع الحلول الاستخبارية والعسكرية لا تجدي نفعاً في منع العمليات الفدائية الفلسطينية، وأن عدم وجود جدران تحد من دخول الفلسطينيين للأراضي المحتلة سيؤدي لاستنزاف الجيش بصورة دائمة.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد أن هذا القرار يأتي عقب كثير من التقارير التي تتهم المؤسسة الأمنية بالإخفاق في ظل انتشار الفتحات في الجدار الفاصل وتمكن الفلسطينيين من الدخول عبرها للأراضي المحتلة.
ويوضح مقداد في حديثه لـ "الرسالة" أن خطة الاحتلال تهدف لإغلاق هذه الثغرات، بعد أن أصبحت تشكل حالة إرهاق كامل للجيش الإسرائيلي الذي وضع قواته واستدعى جزءا من الاحتياط والعاملين في مراكز التدريب، بعد استعانة الشرطة بهم في محاولة لمنع العمليات والسيطرة على الوضع الأمني.
ويلفت إلى أن إتمام هذه الخطة يحتاج وقتاً طويلاً، مما يعني أن الجيش سيبقى يعاني من الاستنزاف في عناصره بالإضافة إلى الصعيد المالي، لا سيما وأنه يعاني بسبب ضخ أموال لمشروع العائق الجديد شمال فلسطين واستنزاف المنظومة الأمنية لميزانية حكومة الاحتلال مؤخراً.