قائد الطوفان قائد الطوفان

عمليات الداخل المحتل عرّت أجهزة الأمن (الإسرائيلية) أمام جمهورها

الداخل المحتل
الداخل المحتل

الرسالة نت– مها شهوان

حالة من الارتباك تعيشها الأجهزة الأمنية في (إسرائيل)، بعد عمليتي الخضيرة وبئر السبع اللتين نفذهما شبان من الداخل المحتل، مما دفعها لتفرغ غضبها بحملة مداهمات واعتقالات في بلدات النقب والمثلث والجليل، وإخضاع الشباب والعائلات لتحقيقات ميدانية واستجوابات.

كما أصدرت قراراً عقابياً ضد فلسطينيي الداخل، دخل حيز التنفيذ بعدما وقّع عليه بيني غانتس وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، ويقضي بتطبيق عقوبة الاعتقال الإداري وهي سابقة في تاريخ أراضي الـ 48 التي تخلصت من "قانون الطوارئ" بعد عام من النكبة، بالإضافة إلى تعزيز تواجد شرطة الاحتلال في بلدات وقرى الداخل المحتل.

ولم تكتفِ قوات الاحتلال بذلك، بل فرضت رزمة من القرارات أيضاً إثر التوتر الأمني الحاصل، وأبرزها منع حركة فلسطينيي الداخل من وإلى جنين، سواء مشيًا على الأقدام أو من خلال المركبات، من حاجزيْ الجلمة وريحان، مما يعني حرمان 5 آلاف فلسطيني من لقاء ذويهم.

ورغم التشديدات الأمنية التي تفرضها أجهزة الاحتلال الأمنية، إلا أن ما ينفذه الشباب الثائر في عقرها يفوق توقعاتها، فحالة الضغط والتقييد التي تفرضها منذ أيام تنفجر في وجهها الأمر الذي تجليه العمليات الفدائية.

يقول خالد زبارقة، المحلل السياسي، إن الأحداث الأخيرة كشفت عدة أمور في الداخل المحتل على عدة مستويات، الأول الارتباك الذي تعيشه الحكومة الإسرائيلية وذلك بات واضحا للعيان، مشيراً إلى أن المستوى الثاني هو تعرية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالبث الحي والمباشر أمام أعين جمهورها، بعدما كانت تعتبر البقرة المقدسة في المؤسسة الإسرائيلية.

ووفق حديث زبارقة "للرسالة نت"، فإن العمليات الأخيرة زادت من تعرية المؤسسة الأمنية لذلك بدأت تتعامل بهستيريا خلال الأحداث، وبدا ذلك جلياً في عمليات إطلاق النار التي تنفذها دون تفرقة، موضحا أنه بمجرد الشبهة يطلق جنود الاحتلال النار على المدنيين كما وقع أمس وقتلوا سيدة من طولكرم وأخرى قرب المسجد الإبراهيمي، دون أن تشكلا خطورة، وكان باستطاعتهم اعتقالهما لكن الخوف المسيطر على نفسياتهم فاقم الأحداث.

وبحسب متابعته، فإن حالة الهيجان التي تعيشها الأجهزة واضحة وغير مسبوقة، لذا يحاولون إعادة حالة الردع في الشارع العربي بعدما فقدوها منذ أمد، لإرضاء الشارع الإسرائيلي القلق والخائف، مبيناً أن ما يحدث هو انعكاس لحالة المجتمع الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بتصاعد وتيرة الاعتقالات والأحداث الأيام المقبلة، ذكر المحلل السياسي زبارقة أن الأفعال التي ترتكبها (إسرائيل) على الأرض تزيد من حالة التوتر كمن يسكب الزيت على النار، لافتاً إلى أنها تعبث بقنبلة موقوتة بجانب برميل بارود وفي أي لحظة سيكون الانفجار.

وأكد على أن التصعيد الدائم في المسجد الأقصى والشيخ جراح والضفة والداخل المحتل سيقابله الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده بحالة تحدي.

ولم تكتفِ (إسرائيل) بحملات الملاحقة على أرض الواقع، بل تدرس على المستوى السياسي والأمني سن قانون يحظر نشر مقاطع فيديو تظهر تنفيذ عمليات فدائية في الداخل الفلسطيني المحتل، ضمن إحدى خطوات عملية "كاسر الأمواج" التي أطلقتها بزعم إحباط العمليات، ولمنع تشجيع الشبان من محاكاتها في أراضي الـ48.

وتسعى (إسرائيل) من خلال القانون ليس حجب مقاطع العمليات الفدائية فحسب، بل لاستخدامه في ملاحقة الفلسطينيين بأراضي الـ48 على خلفية المحتوى الذي ينشروه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تعتبر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن مقاطع الفيديو التي بُثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مسرح العمليات الفدائية الأخيرة لها تأثير كبير، ويُروج لها كإنجاز وتُستخدم للتحريض على تنفيذ عمليات أخرى.

البث المباشر