الشهيد "شأس" نال من اسمه نصيباً وارتقى

غزة – مها شهوان

دوما للشهداء من أسمائهم نصيب، كما بطل قصتنا الشاب شأس كممجي، الذي "كان شديداً وشجاعاً في القتال"، وما يزيد من ثقل اسمه أيضاً أنه ابن "كفر دان" في جنين "قلعة الثوار" التي يفيق أهلها على عملية بطولية أو حدث يقلق المحتل في عقر داره.

تفاصيل حياة  كممجي لا شبيه لها، فهو ينتمي لعائلة مقاومة تراوغ المحتل بمواقفها البطولية دون تراجع، كما شقيقه المعتقل "أيهم" الذي قهر المحتل أكتوبر الماضي حين خرج برفقة أسرى جلبوع عبر نفق من أسفل الزنزانة ليزور قبر والدته.

ومنذ أيام، أبطال جنين أو "عش الدبابير" كما يعرفها المحتل الإسرائيلي، لم يناموا وهم في حالة مواجهة مع شرطة الاحتلال، التي أدت أمس لاستشهاد "شأس"، واعتقل إخوانه الثلاثة "مجد ومحرم وعماد".

وقف والده بقوة وصلابة يستقبل الجيران بعد استشهاد ابنه شأس، يحكي تفاصيل ما جرى ليلة أمس قائلاً إنه يسكن وابنه الشهيد في منطقة بعيدة عن سكن أبنائه الثلاثة الذين اعتقلوا، وكان يخشى إصابتهم بأي مكروه خاصة أن شرطة الاحتلال تقتحم البيوت لتختطف كل من فيها من رجال.

يقول: "لمن سمعت صوت اشتباكات، خفت يأخذوا شأس (..) لمن سمعت صوت إطلاق نار، الناس صارت تردد في إصابات بالبلد".

وتابع بحزن وحرقة "وصل خبر استشهاد شأس فور وصوله المستشفى"، لكنه حمد الله على شهادته قائلاً:" الحمد لله مش هما اللي أخدوه.. رب العالمين هو الذي أخذه".

وعادة حين ينتشر نبأ استشهاد شاب سرعان ما يهرع الفلسطينيون لتتبع صفحته عبر الفيسبوك، فكانت قصته التي تروي ما قاله الشهيد معلقاً على صورة صديقه الأسير: "اشتقنا لك يا حمزة فك الله بالعز قيدك"، وبدلاً من أن ينتظر صديقه بعد التحرر سبقه إلى الدار الآخرة.

العريس شأس كان يحلم بإنجاب طفل يحمل اسمه وصفاته ويحب الأرض ويكمل مسيرة والده وأعمامه البطولية.

وكجنازة الشهداء وأكثر، ودع كممجي حارته محمولا على أكتاف الجيران والأصحاب الذين بكوه كثيراً.

كيف تلقى الأسير "أيهم" في عزله الانفرادي خبر استشهاد "شأس" أم أنه لا يعلم بعد؟ من سيواسيه ويطبطب عليه، كما حصل عند وفاة أمه "مريم" عندما واساه الأسيران عهد ورائد السعدي والكثير من الرفاق، ووقفوا إلى جانبه.

وفي الوقت ذاته، لو علم أيهم عن حال عائلته، سيتساءل عن حال والده المجروح الذي يقف وحيدا يتقبل العزاء بشقيقه، وسينتابه القلق كثيرا، لكن والده كان قوياً وعكس صورة والد الشهيد والاسيرة، فكان يواسي من حوله وذهب لوالد الشهيد مصطفى أبو الرب الذي ارتقى مع "شأس"، كان يطبطب عليه ويواسيه وهو يردد "ارفع راسك شو بدك أحسن من هالشهادة، إن شاء الله يطعمنا إياها".

ما التقطته كاميرات الصحافيين لوالد الشهيد "ِشأس" تحكي عن عقلية رب البيت الذي نشأ فيه أيهم وأشقاؤه.

 

البث المباشر