قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد 16 عاماً من احتجاز جثمانه

الشهيد "أبو أمّونة" .. نال حريته في ذكرى ميلاده !!

الرسالة نت – أحمد طلبة

"إجا عماد يا حجة ؟ لا لسه, طيب.. إن شاء الله راح يجي وخبرو معاه, وحد الله يا رجّال ايش بتقول, الله يرجعلنا إياه بالسلامة" هذا ملخص حديث صباحي مضى عليه 16 عاماً تبادلت أطرافه الحاجة أم إبراهيم أبو أمونة وزوجها, قبيل لحظات من إعلان خبر استشهاد ولدها.

الشهيد عماد محمود أبو أمونة من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة, استشهد في التاسع من أبريل/نيسان عام 1995, بعد عملية بطولية نفذها على حاجز "نتساريم" وسط القطاع, قتل فيها –وفقاً لإعتراف الاحتلال- جندي (اسرائيلي) وأصيب عدد منهم.

في الثاني من يونيو من كل عام يصادف ذكرى ميلاد الشهيد المحرر أبو أمونة التي جاء اقترابها مع إعلان الاحتلال عزمه إطلاق سراح 91 جثماناً لشهداء فلسطينيين, تحتجزهم (إسرائيل) في مقابر الارقام.

وبفرحة ممزوجة بالغصة والألم, استقبلت الحاجة أم ابراهيم "الرسالة نت" والمهنئيين الذين جاؤا مباركين بحرية جثمان ابنها, فتقول: "منذ سماع خبر استشهاده والحنين إلى رؤيته لم يكد يفارقني لحظة واحدة".

وتضيف أنه على الرغم من فخرها باستشهاد عماد –الرابع بين أخوته- وفرحتها به, إلاّ أن مرارة الفراق ولوعته تسيطر على قلبها, وما "زاد الطين بلة" احتجاز الاحتلال لجثمانه أكثر من عقد ونصف.

16 عاماً من الحسرة والفراق, قضتها الحاجة أم ابراهيم بين "أربعة حيطان" بعد أن قطعت عهداً على نفسها بأن تلزم البيت في ظل غياب عماد, فلم تشارك أحداً في عرس أو فرح حتى لو كان أحد أقربها.

وتستعيد الحاجة بذاكرتها القوية لحظات ما قبل استشهاده, حين وصل إلى البيت في وضع لا يرثى عليه, وملامح وجهه غير مطمئنة ولم تستطع تفسيرها, الأمر الذي جعلها قلقة إزاء ما يفكر به ابنها.

وتتابع: "خرج مبكراً في التاسع عشر من فبراير عام 1995 حيث موعد تنفيذ العملية, وبعد سويعات قليلة نشرت وسائل الاعلام خبر عملية بطولية نفذها شاب فلسطيني على حاجز "نتساريم" دون تحديد هويته".

وبدأ والد الشهيد المحرر بإطلاق عبارات يقينية –عقب اعلان الخبر- يحاكي بها أم ابراهيم, ويؤكد من خلالها أن منفذ العملية ابنه عماد, لكن ما كان بيد الأم حيلة ولم تجد ما تقوله سوى كلمة "روح .. الله يسهل عليك".

وكان الشهيد أبو أمونة قد نفذ عملية بطولية ضد قافلة (اسرائيلية) عام 1995, اعترف الاحتلال بمقتل أحد جنوده, رداً على ارتكاب مجزرة "الشيخ رضوان" التي راح ضحيتها 4 شهداء من كتائب القسام.

ولم تستطع أم إبراهيم أن تخفي حنين ستة عشر عاماً الذي بات واضحاً في عينيها البراقتين بالأمل, واللتان لخصتا حكاية شوق واشتياق لجثمان ولدها, استمرت فصولها لأكثر من عقد ونصف.

وبفرح غمر ملامح وجهها, تقول: "راح أجهز كل شي عشان استقبلوا أجمل استقبال كأنوا راجع حي", معتزمةً –في الوقت ذاته- على تنظيم زيارة يومية لضريحه, لعلها تعوض سنوات اشتياق وحنين دامت طوال 16 عاماً.

وبعبارة "الحمد لله اللي اطمنت عليه قبل ما أموت" أنهت أم الشهيد المحرر حديثها, قبيل لحظات من وصول جثمانه إلى البيت, وسط احتفال شعبي للمهنئين الذين جاؤا مصرين على حضورهم "عرس عماد".

وكان قد وصل إلى غزة عبر معبر "بيت حانون" صباح الخميس, جثامين اثنا عشر شهيداً من القطاع أطلقت (إسرائيل) سراحهم.

البث المباشر