قائد الطوفان قائد الطوفان

تسعة وعشرون عاماً على أول عملية استشهادية لكتائب القسام

غزة- الرسالة نت

توافق اليوم الذكرى السنوية التاسعة والعشرون لارتقاء المجاهد ساهر تمام من الجبل الشمالي بمدينة نابلس، أول استشهادي في كتائب القسام.

وفجّر الاستشهادي تمام (22 عاماً) سيارته المفخخة داخل مقهى "فيلج إن" الذي يرتاده جنود الاحتلال بمستوطنة "ميحولا" القريبة من مدينة بيسان، وتكتم الاحتلال على حقيقة خسائره في هذه العملية واعترف فقط بمقتل اثنين من الجنود وإصابة (8) آخرين.

سيرة البطل
وُلد ساهر حمد الله داود تمام، بمدينة نابلس في الجبل الشمالي عام 1971، وهو ثالث أبناء أسرته الستة نصفهم من الذكور.

وتربى على سير المجاهدين الأوائل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عقبة بن نافع في منطقة الجبل الشمالي وهو في مرحلته الابتدائية، قبل أن ينتقل وذويه إلى مخيم بلاطة، حيث "مسجد عمر بن الخطاب" الذي تعرف فيه على المجاهدين القساميين عبد الناصر عطا الله، واحمد مرشود، وعثمان بلال.

تلقى تمام تعليمه الابتدائي في مدرسة عمرو بن العاص، ليكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الحاج معزوز المصري بمدينة نابلس، وعمل على تقوية بنيته بتعلم الكراتيه ورفع الأثقال، بعد أن شارك أقرانه في رمى الحجارة بمنطقة شارع ابن رشد حيث كان أمير أشبال حماس في "السواعد الرامية" التي أنشأتها في الانتفاضة الأولى.

الاستشهادي الأول
بينما كان تمام يقود سيارته المرسيدس من نوع (608) في طريقه من مدينة نابلس، ناقلاً حمولة من الطحينية والحلاوة من مصنع والده في مخيم بلاطة إلى التجار بمدينة رام الله في صبيحة يوم الاثنين الموفق (15/3/1993) في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، شاهد الرقيب أول بجيش الاحتلال "عوفر كوهين" والرقيب "اسحق برخا"، وهما ينتظران في محطة الباصات القريبة من مفترق " شيلو " في طريقهما إلى معسكر الجيش القريب من مدينة نابلس.

ضغط شهيدنا على دواسة البنزين بقوة، وعندما اقتربت السيارة منهم، حرف مقود السيارة متجاوزًا الرصيف ليدهس الجنديين ليراهما في مرآة السيارة غارقين بدمائهما.

وحاول مستوطن شاهد العملية اعتراضه بإطلاق الرصاص على السيارة، لكنه لم ينجح، ووصلت إلى المكان قوات كبيرة من جيش الاحتلال وبحضور "موشيه يعلون" قائد القوات بالضفة الغربية والقائد الجديد للمنطقة الوسطى "نحميا تماري".

رصد واختراق
جهز المهندس القائد يحيى عياش سيارة مفخخة تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية، وبعد عدة عمليات رصد واستطلاع، واختار هدفًا عسكريًا جديدًا وهو مقهى "فيلج إن" الذي يعج عادة بجنود الاحتلال، ويقع في مستوطنة "ميحولا" القريبة من منطقة " عين البيضاء" على بعد (15) كيلو متر من نهر الأردن.

 ويُعد هذا الاختيار مؤشرا مهما على النقلة التكنولوجية والتطور النوعي، إذ إنها المرة الأولى -على مستوى الفصائل والمنظمات الفلسطينية- تضع مجموعة مقاتلة نصب أعينها اختراق مستوطنة تضم مصانع حربية تابعة لوزارة حرب الاحتلال، وتهاجم بنجاح كبير الأهداف العسكرية المقررة لها مستخدمة سيارة مفخخة.

وفي يوم الجمعة الموافق 16 نيسان/إبريل 1993 الساعة الثانية عشر من بعد ظهر، وبالتزامن مع مسيرة "الأكفان" التي بدأها المبعدون باتجاه حاجز جيش الاحتلال عند معبر "زمريا" على بعد كيلو مترين اثنين من مخيمهم في مرج الزهور، انطلق التمام بسيارته المفخخة التي اخترقت كل الحواجز والإجراءات، واتجه بأقصى سرعته نحو مستوطنة الاحتلال، وما هي إلا لحظات حتى دوى انفجار هائل في ساحة المقهى بين حافلتين عسكريتين.

 وأسفر الانفجار الهائل عن سقوط عشرات القتلى والجرحى واحتراق الحافلتين وإلحاق أضرار كبيرة بالمطعم، فانطلق الجنرال بجيش الاحتلال "يهودا باراك" ورئيس هيئة الأركان إلى المنطقة وباشرت قواته بتمشيط المنطقة تساندها الطائرات المروحية.

البث المباشر